«تحذير صحي» الجلوس الطويل يقلل حجم الدماغ والرياضة ليست كافية لتجنب الضرر

كشفت دراسة حديثة أن الجلوس لفترات طويلة قد يؤدي إلى تقلص حجم الدماغ وتراجع الوظائف الإدراكية، وذلك بغض النظر عن ممارسة النشاط البدني، حيث أظهرت الدراسة أن ممارسة الرياضة لا تعوض الآثار السلبية للجلوس المستمر، خاصة لدى الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 عامًا، ما يضع مفهومًا جديدًا حول أهمية الحركة خلال اليوم.

الجلوس لفترات طويلة وتأثيره السلبي على صحة الدماغ

سلطت الدراسة الضوء على العلاقة بين الجلوس المطول وتدهور صحة الدماغ، حيث شارك فيها 404 متطوعين خضعوا لمراقبة دقيقة باستخدام أجهزة قابلة للارتداء لتتبع نشاطهم اليومي على مدى سبع سنوات، وأظهرت النتائج أن من جلسوا لفترات أطول عانوا من تقلص في حجم الحصين، وهو المنطقة المسؤولة عن الذاكرة، والتي تعد الأكثر تضررًا عند الإصابة بمرض الزهايمر، ولفتت الدراسة إلى أن العلامات المبكرة للتنكس العصبي كانت أكثر وضوحًا بين الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالخرف، حتى وإن كانوا يلتزمون بممارسة التمارين الرياضية لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا كما توصي الإرشادات الدولية.

لماذا الرياضة وحدها غير كافية للوقاية من الزهايمر؟

أكدت الدراسة أن النشاط البدني وحده لا يكفي لتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر، إذ أشارت الدكتورة ماريسا جوجنيات، عالمة الأعصاب بجامعة بيتسبرغ، إلى أن تقليل وقت الجلوس اليومي يعد عنصرًا أساسيًا لحماية الدماغ من التدهور الإدراكي، وأوضحت أن الجلوس لفترات طويلة يزيد من احتمالية الإصابة بالزهايمر حتى إذا كان الشخص نشيطًا، لذا يصبح تقليل ساعات الجلوس إضافة ضرورية لتقليل المخاطر الصحية.

أهمية الحركة البسيطة لحماية الدماغ

قدم العلماء توصيات حول ضرورة إدخال تغييرات سلوكية يومية تقلل من ساعات الجلوس، حيث ذكر الدكتور أنجيلا جيفرسون من جامعة فاندربيلت أن المشي للحظات أو القيام بحركات بسيطة يساهم بشكل كبير في تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، ما يساعد على تقليل المخاطر الإدراكية، كما أكدت الدراسة أن الدماغ بحاجة إلى فترات راحة منتظمة من الجلوس لمواجهة التأثيرات السلبية.

نصائح فعالة للتقليل من مخاطر الجلوس لفترات طويلة

• تحرك بشكل منتظم كل نصف ساعة لمدة دقيقتين على الأقل للتمدد أو المشي.
• استخدم مكتبًا واقفيًا أو قم بوضع الأجهزة الإلكترونية على أسطح مرتفعة لتقليل الجلوس.
• اجعل الأنشطة الجسدية البسيطة، مثل المشي أثناء المكالمات أو صعود السلالم، جزءًا من روتينك اليومي.
• استخدم تطبيقات تذكيرية تساعدك على الوقوف أو التنقل بانتظام خاصة أثناء ساعات العمل الطويلة.

أثر الجلوس على كبار السن والأفراد المعرضين للإصابة بالزهايمر

أشارت الدراسة إلى أن الفئة الأكثر عرضة لتأثير الجلوس المفرط هم كبار السن وأولئك الذين لديهم عوامل وراثية مرتبطة بالخرف، ولهذا السبب، يجب تبني نمط حياة يعتمد على تقليل ساعات الجلوس وإحلال الحركة اليومية الروتينية كعادة مكتسبة تساهم في تحسين صحة الدماغ وتأخير الأضرار المرتبطة بتقدم العمر، حيث يمكن تحقيق فوائد ملموسة من خلال تغييرات بسيطة ولكن دائمة في السلوك اليومي.