«قفزة جديدة» أسعار الذهب عالمياً ترتفع لأعلى مستوى خلال أسبوع كامل

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا مؤخرًا، حيث سجل المعدن الأصفر أعلى مستوياته خلال الأسبوع الماضي، مدفوعًا بتراجع الدولار الأمريكي وزيادة الطلب على الملاذات الآمنة في ظل أجواء عدم الاستقرار المالي، يأتي ذلك بينما يواصل الكونغرس مناقشاته حول قانون الضرائب الجديد، مما ساهم في إبراز الذهب كخيار استثماري قوي يجذب الاهتمام في ظل التقلبات الاقتصادية الحالية.

تصاعد أسعار الذهب وتأثير ضعف الدولار

ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% لتسجل 3293.98 دولار للأوقية؛ كما صعدت العقود الآجلة بنسبة 0.3% لتصل إلى 3295.80 دولار، ويأتي هذا الأداء تزامنًا مع الانخفاض الملحوظ لمؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته خلال الأيام الأخيرة، إذ يجعل ضعف الدولار السلعة المسعرة به أكثر تنافسية وجاذبية على الصعيد الدولي، يُعزى هذا التراجع في قوة الدولار إلى التوترات المالية الحالية والعوامل السياسية المتداخلة، مما دعم الذهب كأداة استثمارية بارزة ومفضلة لدى المستثمرين الباحثين عن الأمان.

أسباب ضعف الدولار وصعود أسعار الذهب

بحسب العديد من المحللين، يعود ضعف الدولار الحالي إلى العديد من المؤثرات الاقتصادية والمالية، من أبرزها الضغوط الناجمة عن التصنيف الائتماني الذي أثارته وكالة “موديز”، بالإضافة إلى المخاوف المحيطة بمشاريع القوانين الضريبية المثيرة للجدل في الكونغرس، والتي تهدد استقرار السوق الأمريكية، كما يلاحظ المحللون أن المكاسب المتوقعة للذهب تستمر على المدى المتوسط والطويل، حيث يتوقع المحلل تيم ووترير إمكانية مواجهة تحديات مؤقتة للذهب في حال تحقيق تقدم بالمفاوضات التجارية العالمية؛ إلا أن استقرار الذهب يعود لقدرته على التكيف ضمن كافة الظروف والاحتفاظ بمكانته كمخزن للقيمة وسط تقلبات الأسواق الدولية.

أداء المعادن النفيسة الأخرى ودورها الاقتصادي

إلى جانب الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تغيرات واضحة في تحركات الأسعار، إذ تراجع سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 32.99 دولار للأونصة، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.3% ليبلغ 1050.25 دولار، في المقابل، ارتفع البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى مستوىً قياسي عند 1017.93 دولار، المؤشر هنا يعكس تزايد الطلب المتنوع على المعادن النفيسة كملاذات آمنة مدعومة باضطراب المشهد الاقتصادي والسياسي العالمي، ويعتبر هذا التوجه تأكيدًا على أهمية المعادن النفيسة كأدوات تحافظ على قوتها الشرائية في الأوقات الصعبة.

يشير الأداء الحالي لسوق المعادن النفيسة إلى وجود زخم إيجابي واضح مدفوع بجمع عوامل تتعلق بمعدلات الطلب العالمية وعدم الاستقرار المالي، حيث يلعب الذهب تحديدًا دورًا مهمًا في توفير الطمأنينة للمستثمرين من خلال قدرته على التغلب على الأزمات الاقتصادية وكذلك تقلبات العملات، مما يجعله خيارًا استثماريًا رائدًا لا ينفصل عن تطورات السوق الدولية.