«وجهة فريدة» السوق التراثية ببومرداس تجمع الحرفيين والمشترين في أجواء تقليدية

تُقام حاليًا في المحطة البرية السابقة ببلدية بومرداس فعاليات “السوق التراثية” في نسختها الثانية، بتنظيم من مديرية الثقافة والفنون، وذلك ضمن إطار إحياء شهر التراث، حيث يجتمع في هذا الحدث العديد من الحرفيين من مختلف المناطق الذين يعرضون أعمالهم التقليدية والحرفية، ويعد هذا السوق مساحة مثالية للترويج لمنتجات الصناعات التقليدية والالتقاء المباشر بين الحرفيين والجمهور في وقت أصبحت فيه العلاقات الافتراضية سائدة بشكل كبير.

السوق التراثية وجهة للترويج والصناعات التقليدية

السوق التراثية التي تنظمها مديرية الثقافة والفنون لولاية بومرداس أصبحت مناسبة رائعة للحرفيين، حيث يعرضون منتجاتهم التي تشمل اللباس التقليدي، الحلي، الفخار، السلال، إلى جانب الحلويات والأكسسوارات، يعكف هؤلاء المبدعون على تحويل هذه التظاهرات إلى فرصة للتعريف بإبداعاتهم، لا سيما لأولئك الذين لا يمتلكون ورش عمل دائمة أو محلات خاصة بهم، ويعتبرون السوق منصة تسويقية هامة ووسيلة فعالة لزيادة التفاعل مع الجمهور وتوسيع دائرة زبائنهم.

قصص نجاح الحرفيين في السوق التراثية

من بين المشاركين، تبرز قصة الحرفية نجوى بن مزيان من بلدية بودواو التي عبّرت عن فرحتها بالمشاركة في هذا الحدث، حيث أتاحت لها السوق فرصة لتعريف الجمهور بأعمالها اليدوية التي تتنوع بين الأكسسوارات والمجوهرات التقليدية، وبهدف زيادة المبيعات وجذب الزوار، لجأت الحرفية إلى اعتماد تخفيضات تصل إلى 40٪، وتركزت جهودها على تقديم جودة عالية بأسعار معقولة، مما أكسبها ثقة عملائها، وهي ترى أن هذه الفعاليات تعتبر نافذة مهمة للتوسع والترويج.

أهمية سياسة تخفيض الأسعار والتواصل مع الزبائن

عبد الرؤوف، شاب يعرض ملابس تقليدية من إنتاج والدته، يؤكد أن مثل هذه الفعاليات تساعده على الترويج لمنتجاته بشكل كبير، معتبراً أن اختيار موقع المعرض كان ملائمًا للتواصل مع جمهور واسع، استخدم الحرفي عبد الرؤوف أسلوب تسويقي بتقديم تخفيضات وصلت إلى 30٪، كما قام بتوزيع بطاقات تحمل معلومات الاتصال لتعزيز تواصله مع الزوار، يدرك الشاب أهمية التسويق الإلكتروني ويستخدم منصات الإنترنت للترويج لمنتجاته، حيث تمثل نسبة 15٪ من مبيعاته الحالية بداية جيدة.

الحرفيون يحوّلون التحديات إلى فرص نجاح

العديد من الحرفيين، مثل بهية المتخصصة في السلال التقليدية، يطمحون إلى تسخير المعارض كمنصة تسويقية تعوّض غياب المحلات القارة، بالرغم من إعرابها عن استيائها من تكاليف التأجير، إلا أنها تؤمن بأهمية المشاركة في تعزيز التفاعل مع الزبائن وتسويق المنتجات، وفي الوقت ذاته، تعد المعارض فرصة ضرورية للحرفيين مثل العم حميد الذي يعمل في صناعة الفخار التقليدي، حيث يسعى لتحضير قطع فريدة تستجيب لأذواق الجمهور، يعتبر معرض الصيف بالواجهة البحرية الحدث الأبرز بالنسبة إليه، نظرًا لإقبال السياح والمغتربين.

السوق التراثية البديل المؤقت لغياب المناطق التجارية

يعتبر المواطنون إقامة السوق التراثية ببلدية بومرداس حلاً جزئيًا في ظل غياب الأسواق الأسبوعية التي كانت سابقًا وجهة أساسية للتبضع، أشاد العديد منهم بفكرة تنظيم فعاليات ثقافية وتجارية لتعزيز التجربة الثقافية والحرفية، كما أنها تتيح فرصة اقتناء منتجات تقليدية وهدايا، سواء للزوار المحليين أو المغتربين الذين يجدون فيها فرصة لاستعادة الحنين إلى الوطن واقتناء قطع تجسد الأصالة والتقاليد، في ظل ذلك، باتت السوق التراثية وجهة تضيف طابعًا ثقافيًا مميزًا للمدينة وتدعم الحرفيين.