«سر غريب» ألم منتصف البطن قد يكشف عن حالة صحية خطيرة

وبر السرة يُعد من الظواهر الغريبة التي أثارت اهتمام العلماء حول العالم، حيث يتشكل هذا الوبر الصغير في منتصف البطن، وقد يبدو غير هام لكنه يحمل أسرارًا مدهشة عن طبيعة الجسم البشري، في المقال التالي، نستعرض حقائق مفاجئة حول وبر السرة، وأسباب تشكله، وطبيعة الكائنات المجهرية التي تعيش داخله؛ كل ذلك بناءً على أبحاث علمية مثيرة للاهتمام.

وبر السرة: ظاهرة علمية ذات علاقة بالشعر والملابس

أكدت الدراسات أن وبر السرة يتشكل بشكل رئيسي عند الأشخاص كثيفي الشعر، خاصة البالغين في منتصف العمر، حيث يعمل الشعر المحيط بالسرة كأداة حيوية تجذب ألياف الملابس الصغيرة إلى المركز، وقد أجرى الدكتور كارل كروزلنسكي بحثًا شاملًا على هذه الظاهرة بعد تلقي عدد كبير من الأسئلة من مستمعي برنامجه العلمي، وأظهر وجود علاقة وثيقة بين كثافة الشعر وتجمّع وبر السرة، والغريب أن حلاقة الشعر المحيط بالسرة تمامًا يوقف هذه الظاهرة بالكامل؛ وهو ما يجعل السيطرة على تكوّن الوبر بسيطة جدًا.

الثياب القديمة وتأثيرها على وجود وبر السرة

الأبحاث أشارت أيضًا إلى أن نوعية الملابس التي يتم ارتداؤها تؤثر بشكل كبير على تشكيل وبر السرة، حيث تُظهر التجارب بأن الملابس القديمة المنتَعَلة لفترات طويلة تولّد وبرًا أقل بكثير مقارنة بالملابس الجديدة أو تلك المصنوعة من أقمشة قطنية غير معالجة، ويعتبر الباحث جورج ستونهوسر من الأمثلة البارزة، إذ وثّق قيامه بجمع عينات متكررة من وبر سرته يوميًا على مدار ثلاث سنوات، وتبيّن أن الوبر يتكون من ألياف ملابس ومعادن دقيقة، إلى جانب مواد جلدية ودهون، مما يعكس قدرة السرة على جذب وتصفية الجزيئات المحيطة.

الكائنات المجهرية في السرة: اكتشافات علمية مذهلة

تُعد سرة الإنسان بيئة ميكروبية فريدة من نوعها تزخر بالتنوع البيولوجي، وفقًا لدراسة أجريت في جامعة نورث كارولينا تحت قيادة الباحث روب دان، كشفت العينات المأخوذة من أكثر من 500 متطوع وجود أكثر من 2368 نوعًا من الكائنات المجهرية، ومن المدهش أن بعض هذه الأنواع لم يتم رصدها مسبقًا في الحياة اليومية، بل عُثر عليها سابقًا فقط في بيئات قاسية مثل القطب المتجمد وأعماق المحيط، مما يفتح أفقًا واسعًا لفهم المزيد عن تأثير السرة كبوابة للبكتيريا والكائنات الدقيقة.

لماذا تكثر الكائنات الدقيقة في السرة؟

عندما يجري تحليل النتائج المتعلقة بالعلاقة بين السرة والكائنات الدقيقة، يقول الخبراء إن بعض أنواع البكتيريا قد تطورت لتعيش في هذه البيئة الفريدة، بينما يعتبر البعض الآخر فقط زائرًا عابرًا، يُحتمل أن هذا التنوع يلعب دورًا في تحسين البيئة الصحية للبشرة، مع العلم أن الأبحاث ما زالت تسعى لاكتشاف ما إذا كانت هذه الكائنات تحمل فوائد صحية أم أنها مجرد نتيجة للتنوع الطبيعي الموجود على أطراف الجلد البشري.