«انقسام عميق» غياب الديمقراطية يفتح الباب لضعف عربي أمام إسرائيل

أكد مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، على أنه لا يجوز لوم الضحية على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أن الاحتلال الإسرائيلي لا يحتاج إلى ذرائع إضافية لممارسة الاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني، حيث يستمر في استهداف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما يتم اقتحام المسجد الأقصى بشكل يومي، وأضاف البرغوثي أن إسرائيل تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل تام، حيث طال العدوان العديد من المناطق كجنين وطولكرم ونور شمس.

الاحتلال الإسرائيلي وأثره على القضية الفلسطينية

يرى البرغوثي أن الاحتلال الإسرائيلي لا يقتصر على ممارساته ضد الأراضي الفلسطينية فقط، بل يسعى أيضًا إلى إنهاء أي إمكانية لتحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة، وأشار إلى أن الاحتلال لا يترك أي فرصة للسلطة الفلسطينية للاحتفاظ بصلاحياتها، كما أنه يؤثر بشكل مباشر على إمكانيات تأسيس كيان موحد يتمتع بالسيادة، وأكد على ضرورة توحيد القيادة الفلسطينية لتكون قادرة على اتخاذ القرارات التي تعزز النضال والتحرر، في إطار ديمقراطي وشامل عبر منظمة التحرير الفلسطينية.

أهمية الشراكة الديمقراطية للفلسطينيين

يشدد مصطفى البرغوثي على أن الساحة الفلسطينية تعاني من غياب الشراكة الديمقراطية الحقيقية، مما أثر سلبًا على التحركات السياسية والنضالية بشكل جماعي، وأبرز أن تشكيل قيادة وطنية موحدة يجب أن يكون على أسس ديمقراطية تضم مختلف الفصائل الفلسطينية، ولفت إلى أن الاجتماع الأخير للمجلس المركزي الفلسطيني أظهر تراجعًا ولم يحقق أي خطوات إيجابية نحو الوحدة، داعيًا إلى استعادة النضوج السياسي من خلال تنفيذ اتفاقات تشمل جميع الأطياف.

دور الدول العربية والإسلامية في دعم فلسطين

انتقد البرغوثي ضعف الموقف العربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذا التخاذل شجع الاحتلال الإسرائيلي على تكريس سياسته العدوانية ضد غزة، حيث شدد على الدول العربية والإسلامية ضرورة إرسال مساعدات إنسانية لكسر الحصار المفروض على القطاع، مقترحًا تنفيذ قوافل إنسانية لاختراق معبر رفح وإيصال المساعدات لأهل غزة المحاصرين، وأكد على ضرورة أن تتحول جهود الدول الإسلامية والدول العربية إلى دعم فعلي فعال للتخفيف من وطأة ما يعانيه الشعب الفلسطيني.

غاية المقاومة في مواجهة الاحتلال

أوضح البرغوثي في حديثه أن خيار المقاومة هو الخيار المتبقي للشعب الفلسطيني في المرحلة الراهنة، مبينًا أن الوضع الحالي لا يسمح بأي حلول سياسية شاملة نظرًا لتوازن القوى الذي يميل لصالح الاحتلال، وأشار إلى أن السياسات الإسرائيلية، وخاصة خريطة نتنياهو الأخيرة التي تضم كامل الأراضي الفلسطينية، تدل على أن إسرائيل لا تسعى إلى أي حلول وسط، ما يعني أنه يجب على الفلسطينيين مقاومة الاحتلال بكل الطرق الممكنة.

أثر التطبيع العربي مع إسرائيل

تطرق البرغوثي إلى مسار التطبيع الذي اتبعته بعض الدول العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، معتبرًا إياه خطوة تعزز خطة الاحتلال لتصفية الحقوق الفلسطينية، وأشار إلى أنه لا يمكن تحقيق تطبيع عادل دون ضمان حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة، ودعا الشعوب العربية للضغط على الحكومات من أجل وقف مسار التطبيع وإنهاء العلاقات مع إسرائيل بجميع أشكالها.