تردّدات رسوم ترامب تؤثر على الأسواق وتعلق قراره يسقط الدولار مجددًا

شهد الدولار الأميركي تراجعاً ملحوظاً اليوم نتيجة ضعف الثقة في الاقتصاد الأميركي، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن الملاذات الاستثمارية الآمنة مثل الذهب والفرنك السويسري والين الياباني. ومع هذا الهبوط، حقق الذهب ارتفاعاً قياسياً جديداً، في حين سجّل الفرنك أعلى مستوى له منذ عقد. أما مؤشر الدولار، فقد انخفض بشكل بارز دون المستوى 100.

تراجع الدولار في ظل تدهور الثقة الاقتصادية

شهد الدولار انخفاضاً بنسبة 1.2% أمام الفرنك السويسري الذي بلغ أعلى نقاطه منذ يناير 2015. بالمثل، انخفضت العملة الأميركية بنسبة 1.1% مقابل الين الياباني، ما يُشير إلى تحول المستثمرين نحو العملات الآمنة للتخفيف من مخاطر الأسواق المتزعزعة.
وفي الوقت نفسه، قفز اليورو بنسبة 1.7% ليصل إلى 1.13855 دولاراً، وهو الأعلى منذ فبراير 2022، بينما ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.5% أمام الدولار. يُعتبر هذا التراجع مؤشراً واضحاً على تغير توجهات السوق بسبب الضغوط الاقتصادية وحالة عدم الاستقرار.

ارتفاع الذهب وتوجه المستثمرين إلى البدائل الآمنة

مع انخفاض الثقة في الأصول الأميركية، جذب الذهب اهتمام المستثمرين مرة أخرى بفضل سمعته كملاذ آمن في الأوقات العصيبة. فقد بلغ سعر الذهب 3219.23 دولاراً للأوقية، محققاً مستوى قياسياً غير مسبوق.
وفي ظل تراجع الدولار، لجأ المستثمرون إلى الأصول الآمنة الأخرى مثل السندات طويلة الأجل، التي تشهد حالياً مبيعات كثيفة. ويُشير ذلك إلى تحول استثماري يهدف إلى تقليل التعرض للمخاطر التي تهدد الأسواق الأميركية.

الأسباب وراء التحولات في الأسواق العالمية

يرى الخبراء أن قرار الولايات المتحدة المبدئي بشأن تعليق الرسوم الجمركية على عدة دول لعب دوراً في زعزعة ثقة المستثمرين. حسب كريس ويستون، وهو رئيس قسم الأبحاث في “بيبرستون”، فإن هذه التطورات انعكست بشكل مباشر على تحركات رؤوس الأموال، حيث أعادت الأسواق حساباتها بشأن المخاطر المرتبطة بالاقتصاد الأميركي.
أبرز هذه التحركات كان الحفاظ على الملاذات التقليدية للاقتصاديات المستقرة، مما أدى إلى ارتفاع أصول مثل الفرنك السويسري والذهب، بينما تواجه الأسواق الأميركية تحديات متزايدة.

تظهر هذه التغيرات صورة واضحة للتوترات في الأسواق المالية وحركة رأس المال، مما يُبرز أهمية التنبه للعوامل العالمية وتأثيرها المستمر على العملات.