«انخفاض مرتقب» أسعار الذهب عالميًا ومتى تنخفض في مصر؟

عوضت أسعار الذهب العالمي خسائره في الفترة الماضية وعاد للارتفاع بشكل ملحوظ خلال تعاملات اليوم، حيث تأثر هذا التحسن بعوامل متعددة أبرزها انخفاض سعر الدولار الأمريكي، كما أن بيانات صادرة من الصين حول واردات الذهب أظهرت ارتفاعًا كبيرًا في الطلب على المعدن النفيس، مما ساهم في تعزيز الأداء الإيجابي للأسواق العالمية.

أسعار الذهب مدفوعة بتزايد الطلب والبيانات الصينية

شهدت واردات الصين من الذهب مستويات قياسية خلال الشهر الماضي، حيث سجلت أعلى مستوياتها منذ أحد عشر شهرًا، وبلغ إجمالي الواردات 127.5 طنًا متريًا، وهذا يعكس زيادة بنسبة 73% مقارنة بالشهر السابق وفقًا لبيانات الجمارك الصينية، جاء هذا الارتفاع على الرغم من بلوغ أسعار الذهب مستويات غير مسبوقة عالميًا، حيث لامست حاجز 3500 دولار للأوقية في وقت سابق، وقام البنك المركزي الصيني بتخفيف القيود على دخول الذهب ما ساهم في دعم هذه الحركة التجارية النشطة.
وفي ظل الأرقام الجديدة، ارتفعت أسعار الذهب الفوري بنسبة 1.6% لتصل إلى 3282 دولارًا للأوقية، بينما سجلت العقود الأمريكية الآجلة مستوى 3285 دولارًا، وهي زيادات تعززت بانخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.2% مقابل العملات الرئيسية، مما خفض تكلفة شراء الذهب لحاملي العملات الأخرى وزاد الطلب عليه بشكل كبير في الأسواق.

تأثيرات سياسية واقتصادية على أسعار الذهب

لا تتأثر أسعار الذهب فقط بالبيانات الاقتصادية بل تلعب التطورات السياسية أيضًا دورًا رئيسيًا في تحركاته، حيث تراقب الأسواق بحذر شديد محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا والتي قد تؤثر على الاستقرار الاقتصادي العالمي، بالإضافة إلى ترقب العالم لأي تعديلات قادمة في السياسة الجمركية الأمريكية، تلك العوامل مجتمعة تدفع المستثمرين للتحول نحو الأصول الآمنة كالمعدن النفيس، ما يضيف مزيدًا من الضغوط على سوق الذهب.
كما استجابت الأسواق بقوة للخطوات الصينية الأخيرة التي تهدف إلى تعزيز الطلب المحلي على الذهب، ويبدو أن التنين الصيني يسعى بشكل استراتيجي لتعزيز مكانته الاقتصادية على الساحة العالمية من خلال الضغط على منافسيه الرئيسيين مثل الولايات المتحدة.

هل يستمر ارتفاع الذهب عالميًا؟

توقع مجلس الذهب العالمي أن يحافظ الذهب على أسعاره المرتفعة في الدول الناشئة ومن بينها مصر، وأشار في الوقت ذاته إلى احتمالية تراجع الأسعار عالميًا مع انحسار المخاوف من التضخم، ومع ذلك يظل تأثير انخفاض الذهب عالميًا على السوق المحلي مرهونًا باستقرار العملات المحلية، فإذا تمكنت العملات من الحفاظ على قيمتها أمام الدولار أو ارتفعت فإن ذلك سيساعد على ترجمة تراجع الذهب العالمي إلى خفض الأسعار محليًا، مما قد يخلق فرصًا مشجعة للمستهلكين في هذه الدول.
تظل أسعار الذهب حساسة للغاية للعوامل الاقتصادية والسياسية ما يعني أن أي تحركات مفاجئة سواء على صعيد الأوضاع السياسية أو البيانات الاقتصادية يمكن أن تعيد تشكيل سيناريو الأسواق بشكل درامي.