«ليالٍ مرعبة» النوم قد يصبح أصعب مع الليالي المضطربة القادمة

الحياة في غزة تحولت إلى كابوس يومي لا ينتهي، حيث يواجه السكان مصاعب قاسية تتراوح بين النزوح المستمر وخطر الجوع القاتل، أوضاع السكان تزداد سوءًا مع استمرار القصف الإسرائيلي المتكرر، وهو ما يؤدي إلى نزوح الآلاف من أماكنهم بحثًا عن مأوى، في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة وسط الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها القطاع.

الحياة في غزة تحت الحصار المستمر

تعيش آلاف العائلات في غزة أوضاعًا مزرية مع تزايد العمليات العسكرية التي تسفر عن دمار شامل للبنية التحتية والمنازل، يعيش علاء معين، البالغ من العمر 35 عامًا، مع عائلته المكونة من خمسة أفراد في غرفة واحدة بعد أن أجبرهم القصف على النزوح من بلدة جباليا، ويصف معين الوضع قائلاً: “كل يوم أتوقع أن ينتهي حياتي وحياة أطفالي. نذهب للنوم ولا ندري ماذا يحمل لنا اليوم الجديد”، العائلات مثل معين تعيش بلا أي موارد أساسية، وتعتمد بشكل كبير على ما يجدونه من طعام، حتى لو كان ذلك يعني طهي الأعشاب في أوضاع تفاقمها الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية.

النقص الحاد في الغذاء يزيد معاناة القطاع

الأزمة الغذائية في غزة بلغت مستويات مقلقة، مع تباطؤ تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حيث تعتمد بعض العائلات على القليل مما تستطيع حمله، مثل الحال مع نعيم شفيعي الذي اضطر إلى الفرار من منزله في شمال قطاع غزة برفقة عائلته، بعد أن شهد دمار الحقول الزراعية التي حاول زراعتها لتوفير الحد الأدنى من الغذاء، يقول شفيعي: “ما زلت أحاول البحث عن أي طريقة للمقاومة والبقاء”، مثل هذه الشهادات تسلط الضوء على أزمة حادة تتمثل في ندرة الطعام وشح المساعدات التي تقدمها الجهات الدولية.

إسرائيل تقيد دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة

رغم الإعلان الإسرائيلي عن السماح بدخول بعض المساعدات إلى القطاع، يوضح السكان أن حجم هذه المساعدات محدود للغاية مقارنة بالاحتياجات الفعلية، فقد وصلت بعض الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية ولكن لم يظهر أثرها بوضوح على حياة السكان اليومية، يقول رائد العثامنة، أحد سكان غزة، إنه لم ير أي تغيير منذ سماع الأخبار عن هذه المساعدات، وأضاف أن الأطفال يعيشون بلا غذاء مناسب منذ أيام طويلة، مضيفًا: “كل يوم نواجه الجوع وعدم اليقين بشأن الطعام القادم”.

تصاعد أزمة النزوح في غزة

مع استمرار القصف المكثف، يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في حالة نزوح متكرر، حيث أصدرت إسرائيل تحذيرات واسعة بإخلاء العديد من المناطق السكنية، مثل مدينة خان يونس وبيت لاهيا في شمال القطاع، تصريحات مسؤولين دوليين ومنظمات حقوقية وصفت النزوح الجماعي بأنه يشكل جريمة حرب محتملة، وأشارت الأمم المتحدة إلى أن ما يزيد عن ثلثي القطاع تحت تهديد الترحيل أو النزوح القسري.

العيش تحت الخطر الدائم

يواجه سكان غزة ليالٍ طويلة من الخوف في ظل استمرار دوي الانفجارات والقصف الذي لا يكاد يهدأ، مثل حالة رائد العثامنة وعائلته الذين نزحوا مرتين خلال السنوات الأخيرة، حيث يعيشون الآن في ظل ظروف تفتقر للأمان، يحكي العثامنة أن أصوات الطائرات والقنابل تمنعهم من النوم ليلاً، فيما تنهمك الأسرة نهارًا في البحث عن الطعام الشحيح، ويضيف: “هذا الوضع أرهقنا نفسيًا وجسديًا”، مع الانهيار الكامل لجوانب الحياة اليومية في القطاع، يبقى الأمل في استجابة دولية لوقف معاناة السكان.