«نجاة درامية» طائرة بلا طيار تحلق فوق إسبانيا دون علم ركابها

في واقعة خطيرة شهدتها رحلة جوية من فرانكفورت إلى إشبيلية، تعرضت طائرة من طراز “إيرباص A321” إلى ظرف طارئ عندما تُركت دون قيادة طيار حقيقي لمدة عشر دقائق، وهو ما أثار قلق سلطات الطيران المدني، حيث كانت الطائرة تقل 199 راكباً، وعاش طاقمها ظروفاً صعبة بسبب فقدان مساعد الطيار وعيه بشكل مفاجئ، مما تطلب تدخلاً سريعاً لتفادي أي كارثة محتملة.

تفاصيل الطائرة التي تُركت بدون طيار حقيقي

كانت الطائرة المتجهة إلى إشبيلية تواجه ظروفاً عصيبة عندما غادر القبطان، البالغ من العمر 43 عاماً، قمرة القيادة بشكل مؤقت لاستخدام دورة المياه، في الوقت الذي بقي مساعده البالغ 38 عاماً وحيداً في القمرة، لكن بشكل غير متوقع، فقد المساعد وعيه فجأة داخل القمرة، ورغم محاولات القبطان التواصل معه عبر نظام الاتصال الداخلي، لم يكن هناك أي استجابة، الأمر الذي اضطر القبطان لاستخدام رمز الدخول الأمني للوصول إلى داخل القمرة.

الإجراءات المتخذة داخل الطائرة

كان الموقف بالغ التعقيد بسبب تعطل التأمين المخصص لفتح قمرة القيادة، لكن في اللحظة المناسبة، استعاد مساعد الطيار وعيه وفتح القمرة بنفسه، ظهر المساعد بحالة متدهورة جسدياً، حيث بدت عليه علامات التعب والعرق، وتدخّل الطاقم الطبي على الفور بمساعدة طبيب كان ضمن الركاب، وتم تقديم الإسعافات اللازمة له داخل الطائرة، حيث أظهرت الفحوصات الأولية وجود اضطراب عصبي أدى إلى نوبة مفاجئة.

هبوط الطائرة بشكل آمن

بعد هذه الحادثة غير المتوقعة، تمكن الطاقم من التحكم بالموقف، وقرر القبطان تحويل الرحلة من إشبيلية إلى مدريد، كإجراء احترازي من أجل سلامة الركاب والطاقم، وبالفعل نجحت الطائرة في الهبوط بسلام، دون أن يتعرض الركاب لأي أضرار، ولم يكن معظم الركاب على دراية بالخطر الذي شهدته قمرة القيادة طيلة تلك اللحظات الحرجة.

نتائج التحقيقات وتقييم الحادثة

شركة لوفتهانزا، المشغلة للطائرة، أكدت معرفتها بهذه الحادثة التي اعتُبرت من الحالات النادرة في تاريخ صناعة الطيران، وأشارت إلى أنها فتحت تحقيقاً داخلياً شاملاً لمعرفة الأسباب الكامنة وراء هذه الحادثة، وحتى الآن لم يتم الكشف عن النتائج النهائية للتحقيق، وكذلك تم تعليق الشهادة الطبية الخاصة بمساعد الطيار بناءً على توصية الأطباء عقب الواقعة.

هل يمكن تكرار الحادثة؟

رغم أن الطائرة تُركت بدون طيار حقيقي لمدة عشر دقائق، إلا أن الحادثة كشفت أهمية تدابير السلامة التي تتخذها شركات الطيران في مثل هذه الحالات، حيث تتمتع أغلب الطائرات التجارية بنظام قيادة قائم على التعاون بين الطيار والمساعد، وكذلك وسائل تدخل في حالات الطوارئ، لكن يبقى السؤال عن ضرورة تشديد الفحوصات الطبية لمساعدي الطيارين لضمان سلامتهم أثناء الملاحة الجوية.