«تحليل جديد» الذهب عالمياً هل يشهد استقراراً أم تغييرات قادمة

تراجع أسعار الذهب العالمية والمحلية يشكل اهتمامًا كبيرًا للمستثمرين والأسواق المالية حول العالم، حيث شهدت أسعار الذهب تذبذبًا ملحوظًا في جلسات التداول الأخيرة، ويتأثر الذهب غالبًا بالأوضاع الجيوسياسية، بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية العالمية التي تلعب دورًا محوريًا في تحركات أسواق المعادن النفيسة.

تأثير الأوضاع الجيوسياسية على أسعار الذهب

شهد سعر أونصة الذهب العالمي تقلبات ملحوظة مؤخرًا مع تغير الأوضاع السياسية والاقتصادية حول العالم، حيث سجل سعر الذهب أدنى مستوى له عند 3204 دولار للأونصة بعد افتتاح التداولات عند 3228 دولار للأونصة، ومن ثم عاود الصعود ليصل إلى 3237 دولار للأونصة، وجاء ذلك نتيجة محاولة الأسواق تقييم مدى تأثير التطورات المرتبطة بتخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، وقد أسهمت آمال هدنة بين أوكرانيا وروسيا في تقليل الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا.

دور البنوك المركزية في تحركات أسعار الذهب العالمية

قرارات البنوك المركزية تلعب دورًا بارزًا في تحديد مسار التداولات في سوق الذهب العالمية، حيث قامت مؤسسة مثل البنك المركزي الأسترالي والبنك المركزي الصيني بخفض أسعار الفائدة، مما شجع المستثمرين على التوجه نحو الأصول الخطرة، وبالتالي أدى ذلك إلى انخفاض الطلب على الذهب، كما أن تصريحات الاحتياطي الفيدرالي بخصوص خفض التصنيف الائتماني الأمريكي زادت من حالة عدم اليقين في السوق، مما دفع الأسواق إلى الترقب بدلًا من اتخاذ قرارات اتجاهية ملموسة بشأن الذهب.

أداء أسعار الذهب محليًا وتأثير سعر الصرف

شهد الذهب المحلي أيضًا تحركات عرضية انعكاسًا للتذبذب الذي شهدته الأسواق العالمية، حيث افتتح الذهب عيار 21 عند سعر 4540 جنيه للجرام، وتداول حاليًا عند مستوى 4550 جنيه للجرام، وتسبب انخفاض سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في تقليل فرص ارتفاع أسعار الذهب محليًا بشكل ملحوظ، ويؤثر هذا التراجع التدريجي لسعر الصرف على حركة السوق المحلي ليبقي الذهب محصورًا ضمن إطار تحركات ضيقة.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب العالمية والمحلية

التوقعات تشير إلى استمرار التحركات العرضية للذهب عالميًا في نطاق 3200 – 3260 دولار للأونصة، وهي مستويات تتداخل مع نسب التصحيح الفنية 38.2% و0.50%، وتشير المؤشرات الفنية إلى حيادية ملحوظة في سوق الذهب العالمي مما يعكس غياب الاتجاه الواضح، وفيما يخص السوق المحلي، فإن التداول يتحرك بين مستويات 4535 و4570 جنيه للجرام مما يعكس ضعف زخم الطلب الفترة الحالية، كما أن تقارير البنك المركزي المصري التي تتنبأ بخفض التضخم وأسعار الفائدة ستظل عوامل مؤثرة على الأسعار محليًا.