خبر يهز الأوساط.. سبب وفاة فدوى محسن الفنانة السورية يثير الحزن والجدل

سبب وفاة فدوى محسن كان الخبر الذي سيطر على الأوساط الفنية والجمهور العربي خلال ساعات، حيث غيّب الموت الفنانة السورية القديرة عن عمر ناهز 82 عامًا، لتطوي صفحة من الإبداع والعطاء استمرت لعقود طويلة في مجالات المسرح والسينما والتلفزيون، مع ترك بصمة واضحة على الدراما السورية التي عرفتها الجماهير بفضل شخصيات وأدوار مميزة أعادت صياغة الوجدان الفني.

سبب وفاة فدوى محسن يهز الوسط الفني

أعلن فرع دمشق لنقابة الفنانين السوريين خبر وفاة الفنانة القديرة فدوى محسن عبر صفحته الرسمية على منصة فيسبوك، جاء في البيان العاطفي والصادم: “فرع دمشق لنقابة الفنانين ينعى الزميلة الفنانة القديرة فدوى محسن، ونوافيكم لاحقاً بموعد الدفن والتعزية”، ولم يمضِ وقت طويل على نشر الخبر حتى اجتاحت حالة من الحزن مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل الفنانون والجماهير مع الخبر، مقدمين التعازي والمواساة، ما يوضح المكانة الكبيرة التي شغلتها في قلوب محبيها.

يرجع سبب الوفاة إلى تقدمها في العمر ومعاناتها مع ظروف صحية عصفت بجسدها المتعب، وجعلتها تتراجع بهدوء عن المشهد الفني في السنوات الأخيرة، حيث فضلت أن تعيش بعيدًا عن الأضواء مكتفية بذكريات حافلة وذكريات لا تزال محفورة في ذاكرة كل من عشق الفن السوري الأصيل.

مسيرة فنية استثنائية أثرت المشهد الدرامي

بدأت مسيرة فدوى محسن متأخرة نسبيًا في عالم الفن، إذ انطلقت عام 1992 حين شاركت في مسلسل “طرابيش”، الذي كان بمثابة نقطة انطلاقها، لكنها استطاعت أن تثبت موهبتها سريعًا بفضل شخصيتها القوية وأدائها الاستثنائي، لتترك بصمة مميزة في العديد من الأعمال الدرامية، ولعل أبرزها كان دورها في مسلسل “باب الحارة”، حيث تألقت بشخصية “أم إبراهيم”، فضلاً عن مشاركتها في أعمال أخرى مثل “قلوب صغيرة” و”ما ملكت أيمانكم”.

كما أن مسيرتها الفنية كانت مليئة بتحديات ونجاحات جعلتها أيقونة درامية لصناعة التلفزيون السوري، حيث قدمت شخصيات جسدت واقع وآمال المجتمع بأسلوبها الفريد، وأدوار غنية بالطابع الإنساني والعاطفي الذي جعلها قريبة من جمهور متعدد في مختلف أنحاء العالم العربي.

أعمالها السينمائية والمسرحية شكلت إرثًا خالدًا

لم تقتصر إنجازات الفنانة القديرة فدوى محسن على الدراما التلفزيونية، بل امتدت إلى السينما والمسرح، حيث شاركت في عدة أفلام استثنائية مثل فيلم “رد القضاء – سجن حلب” (2016) و”أمينة” (2018)، اللذين قدّما انعكاسًا لقضايا اجتماعية وأحداث وطنية أثّرت في وجدان المشاهدين، أما في المسرح فقد كانت لها بصمة قوية من خلال أدوار قدمتها في عروض مسرحية شهيرة، مثل “الملك لير” و”الزير سالم”، مما جعلها تقف في صفوف الأسماء الرائدة في المسرح السوري.

إلى جانب ذلك، تميّزت أعمالها بالتنوع اللافت، حيث استطاعت الانتقال بسلاسة بين الكوميديا والتراجيديا والعديد من الموضوعات التي تحاكي واقع الإنسان العربي، وهو ما جعلها أيقونة في عيون جمهور الدراما، ليس فقط في سوريا، بل في العالم العربي بأسره.

برحيلها، يبقى سبب وفاة فدوى محسن محطة تأمل كبيرة لكل محبيها، حيث تلخص حياتها مسيرة استثنائية قوامها الإبداع والعمل الجاد المليء بالتجارب والعطاء، رحمها الله وألهم جمهورها وأسرتها الصبر على فقدان هذا الرمز الفني الكبير.