«ارتفاع قوي» أسعار الذهب تثير التساؤلات حول استمرار المكاسب القادمة

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا مجددًا خلال المعاملات الأوروبية اليوم بالتوازي مع تعافي الطلب العالمي على المعدن النفيس، وبلغت الأسعار حوالي 3235 دولارًا للأونصة، بعد أن شهدت بعض التراجع خلال جلسة التداول الآسيوية تأثرًا بتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة موديز، ما أدى إلى حالة من التذبذب في الأسواق.

أسعار الذهب وتأثير التوترات الجيوسياسية

انعكست التوترات الجيوسياسية الأخيرة على أسعار الذهب بشكل واضح؛ إذ أدت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المتعلقة بمكالمة هاتفية طويلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أزمة أوكرانيا إلى ضغط إضافي على صورة الولايات المتحدة، وقال ترامب إن المفاوضات ستبدأ فورًا، لكنه أشار إلى إمكانية الانسحاب من الجهود الدبلوماسية إذا لم تحقق أي نتائج تُذكر، وكان موقف الإدارة الأمريكية الحالي مختلفًا عن وعود ترامب بإنهاء الحرب خلال 100 يوم من ولايته.

كل هذه المستجدات أثرت بشكل مباشر على تقلبات الذهب كملاذ آمن، حيث يجد المستثمرون فيه أداة لحماية أموالهم وسط عدم اليقين السياسي والاقتصادي العالمي، لكن ما يجعل الأمور أكثر تعقيدًا هو تزايد المخاوف من تداعيات خفض التصنيف الائتماني، وهو ما أكده رئيس الاحتياطي الفيدرالي بأتلانتا، مشيرًا إلى الحاجة لتقييم تأثيرات هذا الغموض لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر.

أبرز العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

• تراجع أسعار الذهب بعد فقدان الزخم الإيجابي الذي صاحب خفض التصنيف الائتماني، مع تجدد الحديث حول تخفيف التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين؛
• السماح الفيدرالي الأمريكي بتطوير منجم ذهب يديره شركة Perpetua Resources Corp، حيث يحتوي المنجم على احتياطيات من معدن الأنتيمون الهام لصناعة الذخائر، مما يعكس خططًا لدعم الصناعة الوطنية الأمريكية؛
• استقرار عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعد تقلبات شديدة صاحبت تخفيض التصنيف الائتماني، بالتزامن مع تراجع مؤشرات الأسهم، وهو ما يؤثر على جاذبية الذهب كخيار استثماري.

التحليل الفني لأسعار الذهب في الأسواق

تشير مؤشرات التحليل الفني إلى أن أسعار الذهب لا تزال تواجه مقاومة قوية عند مستوى 3245 دولارًا للأونصة، وهو نفس المستوى الذي فشلت الأسعار في تجاوزه خلال جلسة التداول السابقة، وإذا تمكن الذهب من كسر هذا الحاجز، فإن توقعات الأسعار تشير إلى مستويات مقاومة أخرى عند 3250 دولارًا ثم 3271 دولارًا للأونصة.

في المقابل، إذا استمرت الأسعار في الاتجاه الهابط، فقد يصل الانخفاض إلى مستوى الدعم البالغ 3207 دولارات، يليه حاجز الدعم النفسي عند 3200 دولار، وفي حال كسره قد يمتد الهبوط نحو مستويات 3185 دولارًا و3167 دولارًا، ويأتي بعدها المتوسط المتحرك البسيط لـ55 يومًا، الذي يقع عند 3151 دولارًا للأونصة.

استمرار العوائد المرتفعة لسندات الخزانة يفرض ضغوطًا على الذهب في محاولة لتقييد المكاسب، مقابل دعم نسبي من حالة عدم وضوح الرؤية حول صورة الاقتصاد الأمريكي، وهو ما يجعل الذهب أداة حرجة في الأسواق المالية المتذبذبة.