«ترقب عالمي» الذهب والنفط يتراجعان بانتظار مفاوضات روسيا وأوكرانيا وأميركا وإيران

تراجعت أسعار الذهب اليوم مع تقييم عوامل السوق المحيطة بالأوضاع الاقتصادية العالمية والإمدادات النفطية، حيث يركز المتعاملون على محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وأداء الولايات المتحدة وإيران في ملف المفاوضات النووية، مما يخلق حالة من التباين في الأسواق الاقتصادية بين الذهب والنفط، مع استمرار الترقب للأحداث المستقبلية وتأثيرها على الطلب العالمي.

أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب اليوم انخفاضاً طفيفاً في ظل تراجع التعاملات الفورية والعقود الأميركية، حيث تراجع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.15% ليصل إلى 3225.40 دولاراً للأوقية، بينما نزلت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.34% لتسجل 3222.60 دولاراً، وتعزز هذا الانخفاض مع تعافي الدولار الأميركي الذي ساهم في جعل الذهب المُسعّر بالدولار الأمريكي أقل جاذبية للمشترين الذين يمتلكون عملات أخرى، ومع تعافي الدولار يصبح الذهب أكثر تكلفة بالنسبة لهؤلاء.
ساهمت الأحداث الجيوسياسية العالمية كذلك في تشكيل تلك الاتجاهات، حيث يشهد العالم تحركاً لمحاولة التوصل إلى هدنة بين روسيا وأوكرانيا بوساطة عدد من الدول الكبرى، حيث أكد الخبراء مثل كايل رودا من “كابيتال دوت كوم” أن هناك ظهور يقابل الطلب عند مستويات أقل من 3200 دولار، إلا أنّ عدم اليقين الجيوسياسي لا يزال يضغط على السوق.
وفي ظل تلك التحولات، يستمر الذهب في لعب دور الملاذ الآمن، حيث ارتفع خلال عام 2025 بنسبة كبيرة تصل إلى 23%، ليحقق أرقاماً قياسية جديدة، ومع استمرار القلق من تداعيات خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، لا يزال الذهب يحتفظ بأهميته كأصل استثماري يلجأ إليه المستثمرون في حالات عدم الاستقرار.

  • الفضة شهدت استقراراً عند 32.43 دولاراً للأوقية.
  • البلاتين سجّل ارتفاعاً بنسبة 1% ليصل إلى 1009.99 دولارات.
  • استقر سعر البلاديوم عند 976.66 دولاراً.

أسعار النفط

في المقابل، أظهرت أسواق النفط حالة من التباين اليوم، حيث تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 6 سنتات ليستقر سعرها عند 65.53 دولاراً للبرميل، بينما شهد خام غرب تكساس ارتفاعاً طفيفاً بمقدار 48 سنتاً، مع تحسن عقود يوليو الأوسع تداولا لتضيف 8 سنتات، ويتجلى التأثير الكبير لعوامل جيوسياسية كمثل المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، حيث تؤثر على توقعات العرض والطلب.
وقال الخبراء إن تعثر المحادثات بين الأطراف الدولية جعل توقعات السوق متضاربة، حيث إن التوصل إلى اتفاق يمكن أن يؤدي إلى رفع العقوبات الأميركية عن إيران، مما ينتج عنه زيادة كبيرة في صادرات النفط الإيرانية تصل إلى ما بين 300 و400 ألف برميل يومياً، مما قد يؤدي إلى تقلبات في أسعار النفط.
كما دعمت سوق النفط بيانات تعكس تحسن هوامش أرباح مصافي التكرير الآسيوية، حيث شهدت الأسواق الآسيوية أداءً مستقرًا وارتفاعاً ملحوظاً في الطلب على المنتجات المكررة، أظهرت مؤشرات التكرير في سنغافورة استقراراً إيجابياً يعكس نمواً قوياً في الأداء الإجمالي.

المؤشر القيمة
خام برنت 65.53 دولاراً
غرب تكساس 63.17 دولاراً
متوسط هوامش التكرير (مايو) 6 دولارات

يستمر التأثير المباشر لتطورات الأوضاع الجيوسياسية والتركيز على النمو الاقتصادي العالمي في تشكيل مسار أسعار النفط خلال الفترة القادمة، حيث إن المؤشرات الخاصة بتباطؤ الاقتصاد الصيني مع ضعف التصنيف الائتماني الأميركي يكبح تطورات السوق، مما قد يستمر في تشكيل تقلبات ملحوظة في مختلف الأسواق العالمية.