«تراجع ملحوظ» الدولار الأسترالي يفقد قيمته بعد خفض أسعار الفائدة في أستراليا

شهد الدولار الأسترالي انخفاضًا كبيرًا في أسواق العملات العالمية بعد أن أعلن بنك الاحتياطي الأسترالي عن خفض أسعار الفائدة إلى أدنى مستوى منذ عامين. هذا القرار جاء متماشيًا مع توقعات السوق، حيث تم تخفيض سعر الفائدة النقدي بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 3.85%. القرار أظهر تراجعًا في مخاطر التضخم، مما زاد من الضغوط على العملة الأسترالية وسط عمليات بيع مفتوحة واسعة. وفي هذا السياق، حجز الدولار الأسترالي مكانه كأكثر العملات خسارة أمام العملات الرئيسية.

خفض أسعار الفائدة في أستراليا وتأثيره

أعلن بنك الاحتياطي الأسترالي يوم الثلاثاء خفض سعر الفائدة النقدي بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل إلى 3.85%. ويعد هذا التخفيض الأخير جزءًا من سلسلة خطوات تهدف إلى تيسير السياسات النقدية في البلاد. بنك الاحتياطي الأسترالي وصف قرار الخفض باعتباره أداة لضمان استقرار الاقتصاد المحلي على خلفية التطورات الدولية التي يُتوقع أن تؤثر سلبًا على أستراليا. وأكد البنك أن انخفاض التضخم إلى النطاق المستهدف سيصاحبه ارتفاع في معدلات البطالة على المدى الطويل.

الأداء الحالي للدولار الأسترالي

شهد الدولار الأسترالي انخفاضًا بنسبة 0.5% مقابل الدولار الأمريكي يوم الثلاثاء ليصل إلى 0.6424 مقارنة بسعر افتتاح التعاملات عند 0.6457، وقد سجل أعلى مستوى عند 0.6459. الجدير بالذكر أن العملة الأسترالية كانت قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في اليوم الذي سبقه بنسبة 0.85%، على خلفية تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة. لكن مع الإعلان عن قرارات بنك الاحتياطي الأسترالي، انعكس ذلك واستأنف الدولار الأسترالي مسار انخفاضه.

العملات التي تفوقت على الدولار الأسترالي

تصدرت العملة الأسترالية قائمة العملات الخاسرة بين العملات الكبرى في سوق الصرف الأجنبي. فقد تراجعت بنسبة تزيد عن 0.5% أمام الدولار الأمريكي، وانخفضت بنسب موازية أمام اليورو والجنيه الإسترليني، بينما خسرت أيضًا 0.55% أمام الفرنك السويسري، و0.6% أمام الين الياباني. كما شهدت انخفاضًا بنسبة 0.3% مقابل الدولار النيوزيلندي، و0.4% أمام نظيره الكندي. هذه التراجعات تجعل العملة الأسترالية في وضعية حرجة في السوق.

التوقعات المستقبلية لأسعار الفائدة الأسترالية

في أعقاب قرار بنك الاحتياطي الأسترالي بخفض الفائدة، تشير عقود مقايضات أسعار الفائدة إلى توقعات بمزيد من التخفيف بمعدل 57 نقطة أساس بحلول نهاية العام. القرار الأخير يعكس نهجًا حذرًا من البنك، حيث يعمل على تحقيق سياسة نقدية أقل تقييدًا بشكل تدريجي لمواجهة تطورات الاقتصاد المحلي والعالمي. ومع ذلك، يولي البنك اهتمامًا كبيرًا للضغوط التضخمية واحتمالات ارتفاع البطالة.

تحليل الأداء الفني للدولار الأسترالي

على الصعيد الفني، شهد سعر صرف الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي تصحيحًا هبوطيًا خلال تداولات الأسبوع الجاري. يعكس هذا الأداء حجم الضغوط المستمرة على العملة الأسترالية، ويرجح بعض الخبراء استمرار عمليات البيع في المستقبل القريب بناءً على التوقعات السلبية الناتجة عن السياسات النقدية الجديدة. لذلك، قد تحتاج السوق إلى مزيد من الاستقرار لرؤية تعافٍ ملموس في قيمة العملة الأسترالية.