«مفاجأة كبرى» الذهب يرتفع بقوة وسط تراجع الدولار وتصنيف موديز الأخير

شهدت أسعار الذهب العالمية مؤخرًا ارتفاعًا ملحوظًا نتيجة لتراجع أداء الدولار الأمريكي وتخفيض وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة، تعتبر هذه العوامل مؤشرًا على التقلبات الاقتصادية الراهنة، حيث ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.5% لتصل إلى 3233.5 دولار للأونصة، وهو ما يدل على توجه المستثمرين إلى المعدن النفيس كأداة لحماية أصولهم من تقلبات الأسواق العالمية.

تأثير خفض التصنيف الائتماني على أسعار الذهب

قامت وكالة “موديز” بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية من “Aaa” إلى “Aa1″، نتيجة ارتفاع الديون وزيادة تكلفة الفوائد على القروض، وقد أثر هذا التراجع على أداء الدولار الأمريكي، حيث انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.47% ليصل إلى مستوى 100.50 نقطة، انعكس هذا التراجع مباشرة على الذهب، مما جعله استثمارًا أقل كلفة للمستثمرين العالميين، هذا الاتجاه أدى إلى ارتفاع الطلب على الذهب ليعود بقوة إلى مستوياته فوق 3200 دولار للأونصة، ما يجعله أحد الأصول الأكثر أمانًا في ظل هذه الظروف الحرجة.

الذهب كملاذ آمن في ظل الأزمات العالمية

يشكل الذهب مخزنًا للقيمة وملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، وقد ارتفعت أسعاره بنسبة 23.1% منذ بداية العام الجاري، وذلك نتيجة التوترات الجيوسياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي، وبحسب تقارير “جولدمان ساكس”، تشير التوقعات إلى إمكانية وصول أسعار الذهب إلى 3700 دولار للأوقية بحلول عام 2025، بينما قد تستمر الارتفاعات لتصل إلى 4000 دولار بحلول منتصف عام 2026، كما بدأت المؤسسات المالية في تنويع استثماراتها عبر التحول إلى الأصول الملموسة مثل الذهب، مما يعزز الطلب عليه عالميًا ويسهم في دعم أسعار المعدن الأصفر.

تأثير الأسواق الأخرى على حركة المعادن

لم يكن الذهب وحده اللاعب الأساسي في الأسواق، فقد تأثرت أيضًا المعادن الأخرى بالأوضاع الاقتصادية العالمية، حيث ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.3% لتصل إلى 32.36 دولار للأونصة، والبلاديوم الذي سجل زيادة بنسبة 1.1% ليصل إلى 998.26 دولار للأونصة؛ بالإضافة إلى ذلك، أشارت تقارير مجلس الاستثمار العالمي إلى ارتفاع الطلب على المجوهرات البلاتينية في السوق الصيني، الأمر الذي يعكس تعافي القطاع بعد فترة طويلة من الركود، وبذلك تشهد سوق المعادن النفيسة حركة ديناميكية مدفوعة بمستجدات الاقتصاد العالمي.

أسعار الذهب في السوق المحلي

على الصعيد المحلي، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا على مختلف الأعيرة، وقد سجلت الأسعار كالتالي:

وارتفع سعر الجنيه الذهب (عيار 21) ليبلغ حاجز 36,600 جنيه، ويعكس هذا الارتفاع توجه الأفراد والمستثمرين المحليين نحو الذهب كوسيلة موثوقة لحفظ القيمة وسط استمرار التقلبات الاقتصادية العالمية والمحلية؛ يشير ذلك إلى أن الذهب ما زال خيارًا استثماريًا ذا أهمية بالغة.