«حديث خاص» محمد ثروت يناقش فلسفة الإعلام والذكاء الاصطناعي بساقية الصاوي

تعد فلسفة الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي من الموضوعات التي تسلط الضوء على التحولات العميقة التي يشهدها الإعلام المعاصر، لم يعد الإعلام مجرد وسيلة لنقل المعلومات، وإنما أصبح قوة اجتماعية وثقافية تسهم في تشكيل رؤيتنا للعالم، تحدث الدكتور محمد ثروت، أستاذ فلسفة الإعلام، عن أبعاد هذا التطور خلال ندوته التي أقيمت بساقية الصاوي، مستعرضًا دور الذكاء الاصطناعي في تغيير طبيعة الإعلام التقليدي.

فلسفة الإعلام وعلاقتها بالذكاء الاصطناعي

أكد الدكتور محمد ثروت في الندوة أن فلسفة الإعلام تحتل مكانة رئيسية في ظل التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، إذ إن الإعلام اليوم لا يقتصر على نقل الأخبار فحسب، بل يسهم في إعادة صياغة الوعي المجتمعي والعلاقة مع الحقيقة، وبينما أصبح للذكاء الاصطناعي قدرة إنتاج المحتوى التلقائي والنصوص، يدفعنا هذا إلى التساؤل عن مدى مصداقية ما يتم عرضه، وما إذا كان يعكس الواقع أم يعبر عن تصورات مصطنعة؛ فالإعلام في هذا السياق أصبح أداة فلسفية لإعادة التفكير في مفاهيم الحقيقة والمسؤولية الأخلاقية.

التحديات الأخلاقية للإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي

شدد الدكتور ثروت على التحديات الكبرى التي تواجه الإعلام في ظل الذكاء الاصطناعي، تتمثل هذه التحديات في قضايا الكذب الإعلامي واستخدام البيانات الضخمة لتوجيه السلوك، وأوضح أن أحد الأسئلة الفلسفية الجوهرية اليوم هو: “من يتحكم بخوارزميات الإعلام؟” و”كيف تُستخدم هذه الخوارزميات لتشكيل الرأي العام؟”، ويُشير إلى ضرورة أن نعمل على ضبط خطاب الكراهية ومحاربة الأخبار المضللة التي يتم توليدها بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، وهنا تتداخل القيم الأخلاقية مع البحوث العلمية لإعادة تلك العلاقة الإنسانية في صدارة المشهد الإعلامي.

استخدام لغة الإعلام لتشكيل الرأي العام

تحدث الدكتور محمد ثروت عن دور لغة الإعلام في صياغة الأفكار وتشكيل آراء الجمهور، حيث أكد أن الوسائل الإعلامية أصبحت أكثر قدرة على التأثير باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هذه الوسائل قادرة على إنتاج محتوى مخصص يناسب أذواق المستخدمين ويسهم في تعزيز الانحيازات الفردية، ما يثير تساؤلات حول مسؤولية المؤسسات الإعلامية في تقديم المعلومات والتحقق من مضمونها، الأمر الذي يعزز أهمية التفريق بين المعرفة الحقيقية والمعرفة المغلوطة التي قد تمثل تهديدًا حقيقيًا للوعي الفردي والجماعي.

دور الذكاء الاصطناعي في إعلام المستقبل

خلص الدكتور محمد ثروت إلى نقطة هامة مفادها أن الذكاء الاصطناعي لن يكون مجرد امتداد للتكنولوجيا، بل سيتحول إلى أداة رئيسية في صناعة الإعلام، حيث تُظهر تقنياته إمكانيات هائلة في تحليل البيانات وإنتاج محتوى يلبي احتياجات الجمهور، ومع ذلك، تبرز الحاجة إلى الوعي الذاتي لدى المستخدمين لفهم تأثير الخوارزميات على الإعلام الحديث، والدور الذي يمكن أن يلعبه كل فرد في تعزيز القيم الإنسانية وإعادة صياغة المجال الإعلامي ليخدم المصلحة العامة، بدلاً من الانقياد للمنصات الرقمية بشكل سلبي.