«كشف جديد» إسرائيل تستحوذ على أرشيف تاريخي سوري هل يعيد الأزمة؟

تعتبر قضية الأرشيف في منطقة الشرق الأوسط واحدة من أبرز القضايا الحساسة التي ترتبط بتاريخ وثقافة الشعوب، وفي خبر حديث أثار جدلًا واسعًا، أعلنت إسرائيل عن نجاحها في الاستحواذ على الأرشيف السوري الخاص بجاسوسها الشهير إيلي كوهين، هذه العملية السرية التي نفذها الموساد الإسرائيلي شملت نقل آلاف الوثائق الشخصية والمستندات من سوريا إلى داخل إسرائيل، وهو ما يعكس أهمية الأرشيف كذاكرة قومية وثقافية، ويثير تساؤلات حول مدى حفظ الدول العربية لأرشيفها الوطني وحمايته.

الأرشيف السوري وتفاصيل استهدافه

أعلنت إسرائيل صراحة عن استهدافها للأرشيف السوري الخاص بجاسوسها كوهين الذي أعدم في عام 1965 بساحة المرجة بدمشق، حيث تم الكشف عن حصولها على مئات الوثائق والمقتنيات الشخصية التي كانت محفوظة سرًا داخل أرشيف المخابرات السورية لعقود، هذا الاستحواذ يعكس رؤية إسرائيل لأهمية الأرشيف وارتباطه بصورة رمزية بشخصيات مثل كوهين، والذي يُحتفى به عبر الأعمال الفنية والإعلامية، مثل المسلسل الذي قدمته «نتفليكس» بطولة النجم ساشا كوهين، حيث تسعى إسرائيل من خلال هذه العمليات ليس فقط للاحتفاء برموزها، وإنما أيضًا لاستغلال الأرشيف كوسيلة لإعادة تشكيل الذاكرة التاريخية.

هجمات متكررة على الأرشيفات الوطنية

لم تكن سوريا الدولة الوحيدة التي طالتها الهجمات على أرشيفها الوطني، ففي دول عربية أخرى مثل ليبيا ومصر، شهدت فترة سقوط الأنظمة واشتداد الفوضى موجة من الاعتداءات على الأرشيف الأمني والرسمي، في ليبيا تعرض الأرشيف الذي يتضمن تسجيلات ووثائق للعقيد الراحل القذافي لهجوم أدى لفقدان جزء كبير منه، وفي مصر أيضًا حاولت أطراف مختلفة استهداف الأرشيف الأمني خلال الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، هذه الهجمات تؤكد أن الأرشيف لا يقل أهمية عن الثروات المادية كالذهب والمال والأسلحة، بل إنه يُعد بمثابة الذاكرة الجمعية للأمم عبر الأجيال.

الأرشيف كذاكرة وتاريخ لا يُقدر بثمن

الأرشيف بحد ذاته هو الوسيلة التي تحفظ بها الدول والأمم ذاكرتها، سواء كانت مستندات، أو مقتنيات شخصية، أو تسجيلات وثائقية، فهو ليس مجرد بيانات محفوظة بل مادة خام تشكل الهوية التاريخية والثقافية، من خلال الحصول على المقتنيات والأوراق الشخصية لأفراد ذوي أهمية، تُعيد الأطراف المعنية تشكيل التاريخ وفق أهدافها، كما يظهر في تجربة إسرائيل الأخيرة، فبينما تُخلد إسرائيل شخصياتها بهذه الطريقة، تتعرض الذاكرة العربية لانتهاكات تجعلنا نتساءل عن حال الأرشيف العربي ومدى صمود هذه الذاكرة أمام الضياع أو الاستغلال.

كيف يمكن حماية الأرشيف الوطني؟

لحماية الأرشيف الوطني، يجب على الدول اتخاذ خطوات واضحة تضمن الحفاظ على ذاكرة الشعوب، وإليكم بعض الإجراءات التي يمكن اتباعها لتحقيق هذا الهدف:

  • حفظ النسخ الأصلية للأرشيفات في أماكن مؤمنة ومجهزة بأنظمة حماية متطورة من السرقة أو التلف.
  • رقمنة الأرشيفات والمستندات لتسهيل حفظها وإعادة استرجاعها في حال تعرضها للخطر.
  • إنشاء قوانين صارمة تحظر بيع أو تداول الأرشيفات الوطنية أو تهريبها خارج البلاد.
  • التوعية بأهمية الأرشيف الوطني وتعزيز الوعي الثقافي حول ضرورته لحفظ الحضارات.
  • تطوير الأطر المؤسسية المعنية بحماية الأرشيف وتدريب الكوادر المختصة لضمان كفاءتها.
الإجراء الهدف
رقمنة الأرشيفات حفظ البيانات وضمان استرجاعها
تعزيز الوعي الثقافي حماية الهوية الوطنية