«تقرير جديد» الذهب يرتفع بعد تخفيض التصنيف الائتماني لأميركا فما الأسباب

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا مدعومًا بتراجع الدولار وزيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن، يأتي هذا الارتفاع بعد قرار وكالة موديز بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية، مما دفع المستثمرين للتوجه إلى الذهب باعتباره أحد أبرز خيارات التحوط ضد التوترات الاقتصادية والتجارية، يعكس صعود أسعار الذهب الاستقرار النسبي الذي يبحث عنه المستثمرون في مثل هذه الظروف.

تأثير خفض التصنيف الائتماني على أسعار الذهب

أعلنت وكالة موديز خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من “Aaa” إلى “Aa1″، حيث أرجعت ذلك إلى تضخم الدين العام وارتفاع تكاليف الفوائد مقارنة بالدول الأخرى ذات التصنيفات المماثلة، خلق هذا القرار حالة من القلق في الأسواق العالمية وأدى إلى تراجع مؤشر الدولار بشكل كبير، ومع انخفاض قيمة العملة الأمريكية، يصبح الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين نظرًا لأنه يصبح أرخص بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.

أداء الذهب في الأسواق العالمية

شهد الذهب ارتفاعًا قويًا في الأسواق، حيث صعد في المعاملات الفورية بنسبة 0.9% ليصل إلى 3229.69 دولار للأونصة، بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 1.4% لتسجل 3232.80 دولار للأونصة، يعزى هذا الأداء القوي إلى الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن بسبب اضطرابات الأسواق والتوترات الاقتصادية الواضحة.

الأبعاد الاقتصادية والتجارية التي تدعم أسعار الذهب

تجددت التوترات التجارية بعد تصريحات وزير الخزانة الأمريكي التي أكدت تهديدات الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية، يأتي هذا في وقت تتزايد فيه الخلافات بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين حول شروط الاتفاقيات الدولية، ما يعزز من قيمة الذهب كأداة تحوط ضد الاضطرابات الاقتصادية والمخاطر الجيوسياسية، يرى العديد من الخبراء، مثل بوب هابركورن، أن الذهب خيار آمن للاستثمار في ظل الظروف الحالية المتأزمة.

توقعات المستقبل لأسعار الذهب

يتوقع المحللون في “غولدمان ساكس” استمرار صعود أسعار الذهب خلال الأعوام القادمة، حيث وضعوا تقديرات إيجابية تشير إلى وصول سعر الأونصة إلى 3700 دولار بنهاية العام الحالي و4000 دولار بحلول منتصف 2026، تعكس هذه التوقعات الثقة في استمرارية الطلب العالمي على الذهب، خاصة مع تنويع الاستثمارات بصورة محدودة جدًا في هذا القطاع.

أداء المعادن النفيسة الأخرى وتأثيرها المرتبط بأسعار الذهب

إلى جانب الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم ارتفاعًا ملحوظًا أيضًا، حيث ارتفعت الفضة بنسبة 0.3%، بينما زاد البلاديوم بنسبة 1.1%، وصعد البلاتين بنسبة 1%، يعكس ذلك التوجه العام للمستثمرين نحو هذه الأصول كتحوط إضافي إلى جانب الذهب، مما يعزز الطلب في الأسواق على كافة هذه المعادن.

تمثل ارتفاعات المعادن النفيسة استجابة مباشرة للتقلبات الاقتصادية والقرارات السياسية الجارية، مما يجعلها من أهم الخيارات الاستثمارية المفضلة لدى المستثمرين في شتى أسواق المال العالمية.