«تحرك جديد» الذهب يرتفع بعد تخفيض موديز لتصنيف أمريكا فما الأسباب؟

ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ في بداية هذا الأسبوع، حيث أظهر المعدن النفيس صعودًا مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي وزيادة الطلب على الأصول الآمنة، وجاء ذلك عقب قرار وكالة موديز بتخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما أدى إلى تعزيز الاتجاه نحو الذهب كوسيلة لتأمين المدخرات ضد المخاطر المالية والاقتصادية المتزايدة، إلى جانب تجدد التوترات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى.

ارتفاع الذهب في المعاملات الفورية

شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.9% لتصل إلى 3229.69 دولار للأونصة، بينما زادت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة 1.4% لتسجل 3232.80 دولار، يرجع هذا الانتعاش إلى ضعف أداء الدولار الأمريكي، والذي يجعل الذهب أقل تكلفة للمستثمرين الذين يحملون عملات أجنبية، كما ازدادت جاذبية المعدن النفيس نتيجة لتزايد المخاوف التجارية العالمية، ما أثر على بقية الأسواق ودفع المستثمرين نحو الأصول الأكثر أمانًا.

تأثير تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة

أعلنت وكالة موديز خفض تصنيف الولايات المتحدة من “Aaa” إلى “Aa1″، مرجعة ذلك إلى ارتفاع الدين العام الأمريكي والفوائد المتزايدة بشكل ملحوظ مقارنة بالدول الأخرى ذات التصنيفات المماثلة، هذا القرار أدى إلى انخفاض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته منذ مايو الماضي، وتراجع أداء الأسواق المالية الرئيسية في وول ستريت، مما عزز من الطلب على الذهب كاستثمار آمن تحسبًا لأي تداعيات اقتصادية محتملة.

الذهب كاستثمار آمن على المدى القريب

وفقًا لآراء الخبراء، لا يزال الذهب يُعد خيارًا استثماريًا جذابًا على المدى القريب في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، حيث أشار كبار محللي السوق إلى أنه يمثل أداة للشراء والحفاظ على القيمة، كما من المتوقع أن يستمر السوق في تسجيل أداء قوي مدفوعًا بالتقلبات العالمية، جدير بالذكر أن أسعار الذهب قد ارتفعت بأكثر من 23% خلال العام الجاري، مدفوعة بمجموعة من العوامل مثل الأزمات الاقتصادية وانخفاض أسعار الفائدة حول العالم.

توقعات أسعار الذهب المستقبلية

تتوقع المؤسسات المالية الكبرى استمرار ارتفاع أسعار الذهب في الفترة المقبلة؛ حيث حافظ بنك جولدمان ساكس على تقديراته بوصول أسعار الذهب إلى 3700 دولار للأونصة قبل نهاية العام الحالي، مع احتمالية وصولها إلى أربعة آلاف دولار بحلول منتصف عام 2026، ويُعزى ذلك إلى عدم تنويع الاستثمارات في القطاع الخاص نحو المعدن النفيس بما يكفي لمواجهة التحديات الاقتصادية.

ارتفاع أسعار المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر ارتفاع الأسعار على الذهب فقط، بل شهدت المعادن النفيسة الأخرى زيادات ملموسة، حيث صعدت الفضة بنسبة 0.3% إلى 32.37 دولار للأونصة، وارتفع البلاديوم بنسبة 1.1% ليصل إلى 971.71 دولار، كما سجل البلاتين زيادة بنسبة 1% ليبلغ 997.37 دولار، هذا النمو يعكس الإقبال المتزايد على المعادن كملاذات آمنة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.