«رأي خبيرة» ترامب وإعادة تشكيل العلاقة مع إسرائيل هل هو جاد؟

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل تحولًا لافتًا مع سياسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث قامت الإدارة بسلسلة من الإجراءات التي أعادت تشكيل العلاقة بين البلدين، وعلى الرغم من أن العلاقات بين الجانبين متداخلة ومتشابكة، إلا أنها ليست متطابقة تمامًا، وهو ما يعتبر تغييرًا ملحوظًا في التوجهات السياسية والإستراتيجية لكلا الجانبين.

العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل

طوال العقود الماضية، كانت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل مبنية على شراكة وثيقة وتنسيق كبير فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية، لكن مع إدارة ترامب، بدأت تلك العلاقة تأخذ اتجاهًا مختلفًا يتسم بالعمل بشكل منفرد من الجانب الأمريكي في بعض القضايا دون مشاورة تل أبيب، مثل المحادثات مع إيران، ورفع العقوبات عن سوريا، والتفاوض بشأن قضايا مثل إطلاق الرهائن، وهذا التحول يعتبر بداية لسياسة تركز بشكل أكبر على المصالح الأمريكية في المنطقة، مع منح إسرائيل مرونة لمتابعة استراتيجياتها الخاصة.

تحديات التوجه الأمريكي الجديد

التغيير في نهج الولايات المتحدة تجاه إسرائيل خلق مجموعة من الفرص والمخاطر لهذه العلاقة، فمن جهة، ترى تل أبيب أن هذا التوجه يعزز استقلاليتها ويشجعها على الاعتماد على قدراتها الذاتية، ولكن من جهة أخرى، قد يزيد هذا النهج من القلق الإسرائيلي حول إمكانية أن تصبح معزولة عن التحركات الأمريكية في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل توتر العلاقات الإقليمية وضغوط المجتمع الدولي، خاصة بعد القرارات الأمريكية الأخيرة بشأن التفاوض مع حماس وإطلاق سراح رهائن دون إشراك إسرائيل.

الانتقادات الإسرائيلية للسياسات الأميركية

من بين أكثر المواقف المثيرة للجدل التي واجهتها إسرائيل تحت إدارة ترامب كانت مفاوضات الولايات المتحدة مع حركة حماس لإطلاق سراح رهائن، إذ انتقدت وسائل الإعلام الإسرائيلية تلك الخطوة، ووصفتها بأنها “إهانة سياسية” لتل أبيب، ورأت أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو لم تستطع مجاراة التطورات الإقليمية والدولية التي تحدث من حولها، فبينما تدخل واشنطن في مفاوضات مباشرة مع أطراف متعددة، تظل إسرائيل في موقف الترقب والمشاهدة فقط.

إعادة تشكيل الشرق الأوسط

يشهد الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة تحولات كبيرة على جميع الأصعدة، بدءًا من إعادة صياغة العلاقات بين الدول الإقليمية، وصولًا إلى الاتفاقيات السياسية الجديدة، ومن الواضح أن هذه التحولات تُصاغ بمعزل عن الدور التقليدي لإسرائيل فيها، حيث تشكل تلك المتغيرات تحديًا كبيرًا لطبيعة علاقتها مع الولايات المتحدة ومع نظامها الإقليمي المحيط، ورغم ذلك، فإن المصالح المشتركة في تحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين تظل عنصرًا محوريًا يجمع بين البلدين في مواجهة التحديات المشتركة.

المتغير الوضع الحالي
العلاقة الأمريكية الإسرائيلية إعادة تشكيل مستمرة
مفاوضات الولايات المتحدة تحركات منفردة دون مشاركة إسرائيل
التحديات الإقليمية تزايد الضغوط على إسرائيل