«انخفاض ملحوظ» أسعار النفط تثير قلق الأسواق حول تباطؤ النمو بأمريكا والصين

تراجعت أسعار النفط اليوم الاثنين بشكل ملحوظ وسط مخاوف اقتصادية عالمية ترتبط بمستقبل اثنين من أكبر الاقتصاديات العالمية، حيث ساهمت بيانات تباطؤ الناتج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين بالإضافة إلى خفض وكالة موديز للتصنيف الائتماني الأمريكي في زيادة القلق لدى المستثمرين، الأمر الذي أثّر على أداء السوق العالمي للنفط، في وقت يشهد فيه السوق العديد من العوامل الضاغطة على الأسعار.

تراجع أسعار النفط وأسباب الهبوط

شهدت أسعار الخام العالمية تراجعًا، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 14 سنتًا لتصل إلى 65.27 دولارًا للبرميل، كما سجل خام غرب تكساس الأمريكي تراجعًا طفيفًا بمقدار خمسة سنتات ليصل إلى 62.45 دولارًا، هذا الانخفاض جاء في سياق عدة عوامل محلية وعالمية أثّرت بشكل كبير على الاستقرار النسبي الذي كانت تشهده السوق النفطية مؤخرًا؛ بالإضافة إلى ذلك، اقترب عقد خام غرب تكساس الوسيط لانتهاء استحقاقه لشهر يونيو، مما تسبب في زيادة الضغط على الأسواق.

عوامل إضافية تضغط على أسعار النفط

لم يقتصر التأثير السلبي على تباطؤ الاقتصاد الصيني وخفض التصنيف الائتماني الأمريكي، بل لعبت التصريحات السياسية أيضًا دورًا في تشكيل مشهد السوق، حيث أشار وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إلى احتمالية فرض رسوم جمركية إضافية بالمعدل الذي كان قد هدد به الرئيس دونالد ترامب مسبقًا على شركاء تجاريين يرفضون التفاوض بشفافية، وقد ساعد هذا التهديد على تعميق المخاوف المتعلقة بالضغط التجاري العالمي، لا سيما أن المحادثات التجارية بين الأطراف الكبرى ما زالت تدور في حالة من عدم اليقين.

تراجع الإنتاج وبوادر تأثيره على السوق

أظهرت بيانات رسمية أمريكية تراجع عدد منصات التنقيب عن النفط بمقدار منصة واحدة ليصل الإجمالي إلى 473 منصة، وهو أقل مستوى يُسجل منذ شهر يناير، ذلك يشير إلى تراجع النشاط المحلي للإنتاج؛ بالإضافة إلى ذلك، تكمن المشكلة في أن تباطؤ النمو الصيني أظهر تأثيره عبر البيانات الرسمية التي كشفت تباطؤ الناتج الصناعي خلال شهر أبريل، ورغم أنه أفضل قليلاً مما توقعه الاقتصاديون، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لتحفيز السوق النفطية بشكل إيجابي.

أثر المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة

كما تشكل المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة عاملًا إضافيًا يحد من استقرار أسواق النفط، وقد صرّح المبعوث الأمريكي الخاص أمس أن أي اتفاق يمكن أن يتوصل إليه الجانبان يجب أن يتضمن شروطًا صارمة تتعلق بعدم تخصيب اليورانيوم، وهو ما تم رفضه سريعًا من الجانب الإيراني؛ هذا الغموض المحيط بالمحادثات قد يؤدي إلى استمرار التوترات السياسية والاقتصادية، مما يُبقي الأسعار تحت الضغط في المستقبل القريب، وسط توقعات من المحللين بأن هذه الأزمة السياسية قد تستغرق شهورًا قبل تحقيق أي تقدم.

بيانات الصادرات وحركة الأسواق الروسية

إلى جانب هذه العوامل، كان هناك توتر ملحوظ بين روسيا وإستونيا، بحيث قامت السلطات الروسية باحتجاز ناقلة نفط غادرت أحد الموانئ الإستونية، يأتي هذا التوتر ليضيف مزيدًا من الريبة على ما يحدث في الأسواق المرتبطة بالصادرات النفطية، التأثير على حركة الناقلات والخلافات السياسية يظهر دوره بشكل مباشر في تشكيل أسعار النفط العالمية.