«خطاب مؤثر» خالد عبدالله: كيف كشفت غزة إنسانية الشعوب واهتزاز النظام العالمي

تشير كلمة الممثل والكاتب البريطاني المصري خالد عبد الله إلى أن القضية الفلسطينية ليست مجرد مأساة إنسانية فحسب، بل هي فرصة فريدة لإعادة تشكيل النظام العالمي بأسره، ويؤكد عبد الله أن الأحداث الجارية في غزة تعكس هشاشة القيم العالمية وتتناقض مع مبادئ العدالة والإنسانية، مشدداً على أهمية دور جميع الأفراد والمجموعات في العالم في السعي لتحقيق هذا التغيير.

فلسطين فرصة لتكوين وعي جديد

تعد القضية الفلسطينية فرصة لإعادة صياغة الوعي الإنساني وجمع الشعوب ضد الظلم والاستبداد، ويشير خالد عبد الله إلى أن فلسطين تعكس نضالاً جماعياً تكاتفت فيه الجهود من أجل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، حيث أصبحت غزة رمزاً للتوحيد والتضامن العالمي، كما أن المأساة الفلسطينية تسلط الضوء على استغلال النظام النيوليبرالي للقوانين الدولية وشرعنته للأطماع الاقتصادية والسياسية، وبهذا السياق تُبرز فلسطين السبيل لتغيير واقع الهيمنة وفقدان الأخلاق الجماعية.

أين دور الفنانين والمشاهير في دعم فلسطين

ركز عبد الله بقوة على تواطؤ عدد كبير من الفنانين والمشاهير الذين صمتوا تجاه معاناة غزة لخوفهم من فقدان الامتيازات أو تعرض حياتهم المهنية لتهديد، ووصف عبد الله هذا الصمت بأنه خيانة ثقافية، ودعا جميع الفنانين إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية، حيث لا يقتصر دور الفن على الترفيه فقط، بل ينبغي أن يكون عنصراً فاعلاً في تفسير الواقع والعمل على تغييره نحو الأفضل، هذه الدعوة إلى تحمل المسؤولية تعزز من الأدوار الحقيقية التي يمكن أن يؤديها الفنانون في تشكيل الوعي ودعم القضايا العادلة مثل قضية فلسطين.

تفكك النظام العالمي وصعود الحركات المتطرفة

تناول عبد الله تفكيك النظام العالمي كمقدمة لتوضيح الأزمات الإنسانية المتزايدة التي نشأت جراء السياسات النيوليبرالية واليمينية المتطرفة، يربط هذه السياسات بتفاقم الأزمات العالمية مثل تدمير الخدمات العامة، وازدياد الفجوة الطبقية، واحتكار الثروات، حيث يرى أن هذه الممارسات تسهم في انهيار القيم الأساسية للدول وخاصة في أوروبا وأميركا، وأكد أن التحديات الأخلاقية والسياسية التي يواجهها العالم اليوم ليست إلا نتيجة مباشرة لأطماع هذا النظام الذي يهدد الشعوب كلها.

التغيير يبدأ بالعمل الجماعي

أكد خالد عبد الله على أهمية التغيير من خلال الانخراط الجماعي في العمل السياسي والاجتماعي لإصلاح هذا العالم الذي يعاني حاليا من أزمات متراكمة، ودعا إلى التغلب على الشعور بالعجز أو قلة الحيلة، مشدداً على أن التردد لا يعكس الضعف ولكنه نتيجة لفقدان الاتجاه الأخلاقي والسياسي، وقال إنه لا بد من فهم أعمق للواقع ومواجهته بالقيم والأعمال التي تليق بالإنسانية، ويشدد عبد الله على أهمية المبادرة وخطة العمل المشتركة، حيث يحمل كل فرد دوراً في بناء مستقبل جديد.