«تعرّف الآن» دمية لابوبو بـ40 دولاراً التي أشعلت جدلاً في أمريكا

في متجر صغير بمدينة نبراسكا، تجمعت حشود من المتسوقين حول آلة بيع تحتوي على دفعة جديدة من دمى «لابوبو»، تلك الدمية الصينية الصغيرة التي أثارت ضجة عالمية. «لابوبو» ليست مجرد لعبة عادية بل أصبحت رمزًا اجتماعيًا يعكس التحول في ثقافة الاستهلاك. بسعر يبدأ من 40 دولارًا، اشتهرت الدمية بميزة غرابتها، لتحقق مبيعات هائلة وتتحول إلى ظاهرة غير مسبوقة.

دمى لابوبو: تحول الأسواق العالمية

منتشرة بين الفئات العمرية المختلفة، أصبحت لابوبو جزءًا من عالم الموضة الكاجوال والفاخرة على حد سواء. ظهرت هذه اللعبة أول مرة في قارة آسيا كشخصية في “صناديق المفاجآت”، ولفرادتها جذبت جمهورًا واسعًا، خاصة جيل «زد» الذي بدأ يبحث عن منتجات تتسم بالغرابة والحداثة. يفضل هذا الجيل التصاميم غير التقليدية وكان لـ «لابوبو» النصيب الأكبر من هذه التوجهات. مع مرور الوقت، تحولت هذه الدمية إلى أيقونة ثقافية بين يد مشتريها بلمسة تناقض السعي وراء الكمال التقليدي.

تفوق لابوبو في سوق تنافسية

عام 2024، بلغت مبيعات «لابوبو» العالمية وحدها ما يتجاوز 410 ملايين دولار؛ نمو هائل بنسبة 900% داخل الولايات المتحدة، وفق أرقام شركة بوب مارت. يعود هذا التفوق لسعرها الاقتصادي المرتبط بالإحساس بالفخامة الجديدة. في ظل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتطبيق ضرائب وجمارك مرتفعة على المنتجات الصينية، تزايد الإقبال عليها كمنتج فريد رغم التحديات الرسمية المتعلقة بتلك الأسواق. الأمريكيون، المعروفون بشغفهم بالمفاجآت في منتجات مثل الوجبات السريعة أو ألعاب تسعينيات القرن الماضي، وجدوا في صناديق «بوب مارت» الغامضة متعة مشابهة مع لمسة حداثة بسيطة.

خصائص لابوبو التي جذبته إلى قلوب الملايين

ما يميز «لابوبو» هو شكلها غير النمطي، فهي ليست جميلة بمفهوم الجمال السائد ولكنها تتميز بملامح غريبة، أعين لامعة، وابتسامة ملفتة. شباب جيل الألفية وجيل زد أضافوا هذه الدمية إلى مقتنياتهم الشخصية التي تعبر عن شخصيتهم وروحهم الفريدة. حتى أنها أصبحت زينة للعلامات التجارية الفاخرة مثل شنط شانيل وسلسلة المفاتيح للمشاهير حول العالم. تفاعل المستخدمين مع هذه الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي عزز انتشارها. تجاوز عدد المنشورات التي تتناول لابوبو الملايين في محركات البحث وداخل تطبيقات مثل تيك توك.

تجربة الشراء وتجدد الإقبال في الأسواق

تعتمد شركة بوب مارت المنتجة لهذه الدمى على استراتيجية تسويقية مبتكرة تعرف باسم «الصندوق الغامض»، حيث يشتري الزبون صندوقًا مغلقًا دون معرفة محتواه مسبقًا. هذا الأسلوب المستوحى من التسعينيات ينشط حماسة الزبائن لإعادة الشراء في محاولة لاقتناء النسخ النادرة. يتزامن هذا التحول مع إطلاق نسخ خاصة يمكن إعادة بيعها بأسعار تتجاوز 300 دولار، ما يخلق سوقًا ثانويًا موازٍ.

تمدد لابوبو بعيدًا عن المنافسة والنسخ المُقلدة

في مواجهة التحديات التي بدأت تطرأ من ظهور نسخ مقلدة بأسعار أقل وجودة متدنية، تعمل شركة بوب مارت بجد على التوسع الجغرافي وتنويع خطوط الإنتاج ليشمل أسواقًا جديدة. افتتحت متاجرها في مدن عالمية مثل باريس ولوس أنجلوس وتقدم دمى خاصة بالإصدارات العالمية. الانتشار السريع لظاهرة «لابوبو» يشكل تحديًا للمنافسة التقليدية ويرفع مستوى معايير الإبداع والابتكار.