«تحركات جديدة» تشكيل حكومة في ليبيا وسط استقالات وزراء متزايدة

يتصاعد المشهد السياسي في ليبيا وسط أزمات تعصف بالحكومة، حيث دعا رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان، أسامة حماد، إلى حوار قوي ومسؤول بين جميع الأطراف السياسية بهدف تشكيل حكومة موحدة تمثل كافة الليبيين، بينما لا تزال التوترات تخيم على العاصمة طرابلس، حيث خرجت مظاهرات حاشدة ضد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ما يسلط الضوء مجددًا على وضع حكومة طرابلس وانقساماتها الداخلية.

تطورات الاستقالات في حكومة الوحدة الوطنية

تشهد حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة حالة من الانقسامات والاضطرابات، حيث أفادت تقارير بظهور موجة استقالات من عدد من الوزراء، حيث تأكد استقالة وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي، ووزير الإسكان أبوبكر الغاوي، وأيضًا وزير الاقتصاد محمد الحويج، وكذلك وزير الموارد المائية محمد قنيدي ونائب رئيس الوزراء رمضان أبو جناح ووزير الصحة المكلف محمد الغوج، كما ترددت أنباء حول بلوغ عدد الاستقالات إلى 11 وزيرًا، ولكن لم يصدر تأكيد رسمي لسائر هذه الأنباء.

أسباب الاستقالات وضغوط الأطراف السياسية

وفقًا لبعض المصادر المحلية الليبية، أُرجعت الاستقالات التي أعلن البعض عنها إلى تعرض الوزراء لضغوط سياسية كبيرة نتيجة الانتماء المناطقي، حيث أكدت الحكومة أن وزيري الحكم المحلي والإسكان استقالا نتيجة لانتمائهما لمنطقة سوق الجمعة بطرابلس، ومع ذلك نفت رئاسة الوزراء وجود موجة استقالات واسعة ووصفت الشائعات التي تدور بأنها ليست مبنية على حقائق ثابتة.

الأوضاع الأمنية والتوتر العسكري في طرابلس

تفاقمت الأوضاع الأمنية مؤخرًا في طرابلس نتيجة تصاعد التوتر بين المجموعات المسلحة المختلفة، وقد شهد الأسبوع الماضي اشتباكات مسلحة اندلعت بعد مقتل عبد الغني الككلي المعروف باسم غنيوة، وهو قائد لجهاز دعم الاستقرار الذي يخضع للمجلس الرئاسي، وذلك على يد قوات اللواء 444 التابعة لوزارة الدفاع، وكان لهذا الحادث دور كبير في اشتعال موجة الاحتجاجات ضد رئيس الحكومة، حيث تعد هذه التطورات الحلقة الأحدث في سلسلة الصراعات المستمرة منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011.

حكومتان متنافستان ومستقبل ليبيا

لا تزال ليبيا تعيش حالة من الانقسام السياسي منذ عام 2011، حيث تتنافس حكومتان لإدارة شؤون البلاد، الأولى هي حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة التي تعترف بها الأمم المتحدة وتتخذ من طرابلس مقرًا لها، والثانية مقرها في بنغازي يرأسها أسامة حماد المدعوم من البرلمان الليبي والجيش بقيادة خليفة حفتر، ووسط ذلك تزيد المظاهرات والمطالبات الشعبية بتشكيل حكومة جديدة للخروج من حالة الركود السياسي والتوتر الأمني الذي يعم البلاد.

الجدول: الاستقالات المؤكدة وأدوار الوزراء