«ارتفاع قياسي» الذهب يسجل مكاسب قوية مع هبوط الدولار وزيادة التوترات التجارية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً كبيراً بداية الأسبوع بزيادة تجاوزت الواحد بالمائة، تزامناً مع تراجع أداء الدولار الأمريكي، وتصاعد التوترات التجارية على الصعيد العالمي، مما دفع المستثمرين للتوجه إلى الذهب كملاذ آمن، وخلال تلك الفترة، ساعدت تصريحات وزير الخزانة الأمريكي حول الرسوم الجمركية في تعزيز جاذبية الذهب، خصوصاً في ظل عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي، مما جعل الذهب أحد أهم الخيارات الاستثمارية المضمونة.

زيادة أسعار الذهب عالمياً وسط ضعف الدولار

ارتفعت أسعار الذهب في التداولات الفورية بنسبة 0.7 بالمئة لتصل إلى 3223.55 دولار للأوقية خلال التعاملات الصباحية ليوم الاثنين، بينما شهدت العقود الآجلة للذهب في أسواق الولايات المتحدة ارتفاعاً بنسبة 1.3 بالمئة لتبلغ 3228.70 دولار للأوقية، هذا النمو يعكس الطلب المتزايد على الذهب كاستثمار مستقر خاصة مع انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.3 بالمئة، ما جعل الذهب أرخص للمستثمرين الذين يحتفظون بعملات أجنبية أخرى، كل هذا يعزز أهمية الذهب كأحد الأصول الآمنة في مواجهة تحديات الاقتصاد العالمي والسياسي.

العوامل المؤثرة في دعم أسعار الذهب

هناك العديد من الأسباب التي ساهمت في ارتفاع الطلب على الذهب كأصل آمن، من أبرزها التوترات الاقتصادية العالمية والمخاوف الجيوسياسية المستمرة، تصريحات وزير الخزانة الأميركي أضافت زخماً لهذه الأوضاع بعدما أشار إلى احتمالية فرض رسوم جمركية جديدة، مما أثار القلق لدى المستثمرين، كما أدى تغيير التصنيف الائتماني لاقتصاد الولايات المتحدة من قبل وكالة موديز إلى زيادة مخاوف السوق، جميع هذه العوامل بالإضافة إلى انخفاض أسعار الفائدة الدولية أكدت أهمية الذهب كأداة لتأمين المدخرات ضد أية تقلبات مستقبلية.

إقبال على المعادن النفيسة الأخرى بجانب الذهب

لم يكن الذهب هو الوحيد الذي شهد ارتفاعاً في الطلب، بل ظهرت زيادات ملحوظة في أداء المعادن النفيسة الأخرى، فقد ارتفع سعر الفضة في الأسواق الدولية بنسبة 0.5 بالمئة ليصل إلى 32.42 دولار للأوقية، بينما شهد كلٌ من البلاتين والبلاديوم ارتفاعاً طفيفاً بنسب 0.3 بالمئة و0.5 بالمئة على التوالي مما أدى إلى وصول سعر البلاتين إلى 990.71 دولار للأوقية، والبلاديوم إلى 965.23 دولار للأوقية، يبرز هذا الأداء الجيد للمعادن الأخرى نتيجة لتوجه المستثمرين إلى تنويع استثماراتهم في خيارات مستقرة نسبياً، وهو ما يعكس تأثير الطلب العالمي الحالي على المعادن النفيسة مدفوعاً بالمتغيرات الاقتصادية.

أرقام هامة عن أداء الذهب والعملات

التغيرات المستمرة بالاقتصاد العالمي، وتحديداً تطورات السياسات التجارية الدولية، تلعب دوراً حاسماً في تحديد اتجاهات سوق الذهب بشكل مستقبلي، وزيادة الإقبال على المعادن تعكس إدراك المتداولين والمستثمرين بأهمية تنويع محافظهم المالية، مما يعزز من دور الذهب والمعادن النفيسة كخيارات استثمارية مستدامة وقادرة على مواجهة أي تحديات اقتصادية محتملة.