«ارتفاع قياسي» التبن يرفع تكلفة اللحوم والدواجن ويزيد أعباء الأعلاف

شهدت أسعار تبن القمح ارتفاعًا ملحوظًا خلال الموسم الحالي لتوريد المحصول، مما أثار قلقًا بشأن التأثيرات السلبية المحتملة على أسعار اللحوم والدواجن والأعلاف، فالتبن يعد من المدخلات الأساسية في عمليات الإنتاج الحيواني والداجني، ويستخدم كذلك في صناعات مختلفة كالأخشاب، حيث تأثرت الأسواق المحلية بهذا الارتفاع، ما دفع المزارعين والتجار إلى التكيف مع هذه التغيرات.

ارتفاع أسعار تبن القمح وأسبابه

تسبب ارتفاع أسعار تبن القمح في شمال الصعيد، بما في ذلك محافظات مثل المنيا وبني سويف والفيوم، في زيادة قيمة الفدان ليصل إلى 20 ألف جنيه، بينما تجاوز في مناطق الجنوب، مثل سوهاج، 25 ألف جنيه، وأرجع المزارعون ذلك إلى تحوّل البعض لزراعة محاصيل أكثر ربحية مثل بنجر السكر والنباتات العطرية، مما قلل المساحات المزروعة بالقمح، فضلًا عن تخزين التبن لتحقيق مكاسب مالية أكبر مع توقعات بازدياد أسعاره مستقبلاً، حيث يُباع الآن بالتجزئة بما يتراوح بين 1000 و1500 جنيه للـ”حِمل”.

أهمية تبن القمح في الأسواق المحلية

أصبح التبن سلعة استراتيجية للمزارعين والتجار، حيث يُستغل كعنصر أساسي في تربية المواشي والدواجن، ويُستخدم في صناعة الأعلاف وبعض الصناعات الأخرى مثل صناعة الأخشاب، كما أنه يُعد حلًا اقتصاديًا لبعض المربين لتقليل تكاليف الإنتاج؛ بفضل استخدامه كمادة مالئة في الأعلاف أو كبديل لنشارة الخشب في مزارع الدواجن. وبالتالي يشهد الطلب على التبن تزايدًا متواصلًا، مما أدى إلى ارتفاع أسعاره بصورة ملحوظة خلال هذا الموسم.

عوامل مؤثرة على زيادة الأسعار

يعزو المزارعون هذا الارتفاع إلى عوامل متعددة، أبرزها زيادة الطلب مع انخفاض الكميات المعروضة نتيجة لتغيير بعض المزارعين نوعية المحاصيل المزروعة، فضلًا عن توجه المزارعين في محافظات الوجه البحري لشراء التبن من محافظات الصعيد لارتفاع جودته، كما لجأ العديد منهم إلى استخدامه في الأغراض الصناعية والزراعية، مما زاد الطلب على شرائه. بالإضافة لذلك، شهدت الأسعار قفزة مقارنة بالعام الماضي، حيث لم تتجاوز حينها قيمة الفدان 3000 جنيه فقط، وكان البعض يتخلص منه بحرقه.

تأثير ارتفاع أسعار تبن القمح على الإنتاج الحيواني والداجني

أكد عدد من المختصين في القطاع الداجني والزراعي، من بينهم عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة، أن ارتفاع أسعار التبن أثر بشكل مباشر على تكاليف الإنتاج الداجني والحيواني، حيث يُستخدم كبديل اقتصادي في بعض العمليات الإنتاجية، كما صرّح هيثم عبدالباسط، نائب رئيس شعبة القصابين، بوجود زيادات ملحوظة على أسعار اللحوم بنسبة تصل إلى 10% نتيجة لهذا الارتفاع. ومع ذلك، استمرت أسعار الأعلاف المستوردة في حالة استقرار نسبي بفضل استقرار سعر الصرف.

بيانات حول أسعار تبن القمح

يعكس الارتفاع المستمر في أسعار تبن القمح أهمية الاستعداد لكيفية التكيّف مع ذلك عبر اعتماد استراتيجيات جديدة لتحسين كفاءة الإنتاج، وضبط السوق المحلي لتجنب تقلب الأسعار وزيادة أعباء المزارعين والمستهلكين.