«فرص جديدة» الذهب يخسر اهتمام المستثمرين أمام عوائد الأصول المرتفعة

أفادت التقارير الاقتصادية الأخيرة بأن الأسواق شهدت تقلبات ملحوظة خلال الأسبوع الماضي، حيث تأثرت بشدة بالتطورات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين إضافة إلى التغيرات الجيوسياسية العالمية، ويبدو أن قرار التعليق الجزئي للتعريفات الجمركية بين البلدين لمدة 90 يوما ساهم في تعزيز حركة المحافظ الاستثمارية نحو الأصول مرتفعة العائد ما أثر بشكل سلبي على الطلب على الذهب كملاذ آمن، إذ تراجع سعره بنحو 4.5% خلال الأسبوع الماضي.

أداء الذهب وتأثيره على توجه المستثمرين

أظهر سوق الذهب تذبذبا كبيرا بفعل عمليات بيع ضخمة في العقود الآجلة؛ فقد اتجه المستثمرون لتصفية حيازاتهم من المعدن الأصفر تحت تأثير تحسن المعنويات الاقتصادية وجني الأرباح بعد فترة من الهدوء النسبي في النزاعات التجارية والسياسية، ورافق ذلك انتعاش ملحوظ في سوق الأسهم والسندات ذات العائد الجيد والذي شكل سببا رئيسيا في تراجع جاذبية الذهب.
وبالإضافة إلى ذلك، ساهمت التغيرات في سوق العملات الأجنبية في الضغط على الذهب، حيث ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى نحو 101 نقطة مقابل العملات الرئيسية، مستفيدا من بيانات اقتصادية متباينة شملت ضعف مبيعات التجزئة الأمريكية مع تفاوت أداء سوق الإسكان وارتفاع أسعار الواردات.

تأثير السياسة النقدية والتوترات الجيوسياسية على الذهب

من العوامل الأخرى التي أثرت في أسعار الذهب كان أداء المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فرغم توقعات بخفض أسعار الفائدة، استمر التحفظ وسط المخاطر التضخمية العالمية، وشهدت أيضا أسواق السندات تقلبات واضحة حيث ارتفعت العائدات الحقيقية لفترة قصيرة ثم عاودت الاستقرار عند مستويات دعمت قوة الدولار ما أدى إلى خلق ضغوط إضافية على سوق الذهب.
أما بخصوص التوترات الدولية، فقد خفت حدة الخلافات نسبيا بين قوى عالمية كالهند وباكستان، كما استمرت مناقشات دولية هادئة بين روسيا وأوكرانيا، لكن هذه التهدئة لم تنجح في خلق دعم ملحوظ للذهب طوال الأسبوع سوى مع إعلان خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة موديز.

تحركات سوق الذهب في الكويت

محليا، أظهرت بيانات الأسواق الكويتية استقرارا نسبيا في أسعار الذهب والفضة، حيث بلغ سعر الذهب عيار 24 نحو 32 دينارا كويتيا (حوالي 98 دولارا أمريكيا)، بينما سجل سعر الذهب عيار 22 نحو 29.33 دينارا (حوالي 90 دولارا)، واستقرت أسعار الفضة عند 370 دينارا للكيلوغرام (حوالي 1209 دولارات)، وتعكس هذه القيم تفاعلات الأسواق المحلية التي تأثرت بشكل غير مباشر بالمناخ الاقتصادي العالمي والمخاوف من القرارات المالية الكبيرة في الاقتصادات المتقدمة.

الآفاق المستقبلية لأسواق الذهب

يتوقع مراقبون استمرار حالة الترقب في الأسواق العالمية خصوصا مع انتظار بيانات اقتصادية أمريكية وصينية وأوروبية خلال الأسابيع المقبلة، فيما يواصل المستثمرون تقييم تأثير النزاعات التجارية بين الصين والولايات المتحدة والتوترات السياسية في أوروبا الشرقية، في ظل هذه الظروف، سيبقى الذهب موضع اهتمام كأداة للتحوط بالاعتماد على الظروف المتغيرة للأسواق والاستثمار في الأصول الآمنة.