رحلة الحذاء الذهبي: من بدايات متواضعة إلى صراع النقاط المثير

انطلق سباق الحذاء الذهبي الأوروبي للمرة الأولى في موسم 1967-1968 تحت رعاية صحيفة “ليكيب” الفرنسية، وكان الهدف من الجائزة تتويج أفضل هداف في القارة الأوروبية دون النظر إلى قوة الدوري أو عدد المباريات، فكان التركيز منصبًا فقط على عدد الأهداف المسجلة بغض النظر عن المستوى التنافسي للدوري المحلي الذي ينشط فيه اللاعب.

البداية التقليدية لجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي

عُرفت جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي في بدايتها باسم “Soulier d’Or” بالفرنسية، واعتُمدت كجائزة سنوية تُمنح لأفضل هداف في الدوريات الأوروبية، حيث لم يكن هناك أي تمييز بين الدوريات القوية أو الضعيفة، بل كان المعيار الوحيد هو تسجيل أكبر عدد من الأهداف في الدوري المحلي، سواء كان اللاعب في دوري نخبوي أو مغمور.

على مدار سنوات طويلة، نجح عدد من المهاجمين في حصد الجائزة بفضل تألقهم التهديفي، حتى حدثت أزمة في عام 1991 عندما اعترض الاتحاد القبرصي على تجاهل لاعبه الذي سجل 40 هدفًا، في حين لم يتجاوز أي لاعب آخر في أوروبا حاجز 19 هدفًا، وهو ما أدى إلى إيقاف الجائزة مؤقتًا.

عودة الحذاء الذهبي بنظام نقاط جديد

استؤنفت جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي في موسم 1996-1997 بنظام معدل يعتمد على احتساب النقاط بدلًا من عدد الأهداف فقط، حيث أصبحت الجائزة تُنظم من قبل مؤسسة “European Sports Media” وفق معايير جديدة تراعي مستوى الدوريات المحلية استنادًا إلى تصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، مما أضفى مزيدًا من العدالة على التنافس، يتم توزيع النقاط في سباق الحذاء الذهبي على النحو التالي:

  • ×2 لكل هدف يُسجل في الدوريات الخمسة الكبرى: إنجلترا، إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا، فرنسا
  • ×1.5 لكل هدف يُسجل في الدوريات المصنفة بين المركز 6 و22 أوروبيًا
  • ×1 فقط لكل هدف في الدوريات الأضعف المصنفة بعد المركز 22

يعني ذلك أن تسجيل 30 هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز يمنح اللاعب 60 نقطة، بينما تسجيل نفس العدد في دوري أضعف يمنح 30 نقطة فقط، مما أدى إلى هيمنة لاعبي الدوريات الكبرى على الجائزة في السنوات الأخيرة.

شروط التساوي والتأهل في سباق الحذاء الذهبي

عند تساوي لاعبين في النقاط النهائية لجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي، يتم الاحتكام إلى عدد من المعايير لتحديد الفائز النهائي:

  1. عدد الدقائق الأقل التي لعبها كل لاعب
  2. عدد الأهداف المسجلة بدون ركلات جزاء
  3. عدد التمريرات الحاسمة (معيار غير رسمي لكن يُؤخذ بعين الاعتبار)
  4. في حال استمرار التساوي، يتم تقاسم الجائزة كما حدث في موسم 2014 بين كريستيانو رونالدو ولويس سواريز

ومنذ موسم 2019-2020، أصبح معيار الدقائق الأقل هو الأساس للفصل بين اللاعبين في حال التساوي، ما زاد من دقة التقييم النهائي للمهاجمين المشاركين في سباق الحذاء الذهبي.

وتُحتسب الأهداف فقط من مباريات الدوري المحلي ولا يتم إدخال أهداف البطولات القارية أو الكؤوس المحلية أو اللقاءات الدولية، كما يجب أن يكون الدوري الذي يلعب فيه المهاجم ضمن اتحاد وطني معترف به من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”.

المعيار الوصف
احتساب النقاط ×2 للدوريات الكبرى، ×1.5 للدوريات المتوسطة، ×1 للدوريات الضعيفة
شروط التأهل يجب أن تكون الأهداف في الدوري المحلي التابع لليويفا
معايير التساوي الدقائق الأقل، أهداف بدون جزاء، تمريرات حاسمة، تقاسم الجائزة

أصبحت جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي رمزًا للتميز التهديفي في كرة القدم الأوروبية، ومع تطبيق نظام النقاط، زادت المنافسة شراسة، حيث يسعى كبار الهدافين في الدوريات الكبرى كل موسم لإثبات أحقيتهم في التتويج بالجائزة المرموقة.