«هبوط ملحوظ» الذهب ينخفض إلى 3202 دولار مع زيادة الإقبال على المخاطرة

تشهد أسعار الذهب تحركات ملحوظة متأثرة بتغيرات الأسواق والمشهد الجيوسياسي، حيث سجل الذهب انخفاضاً واضحاً ليصل إلى 3202 دولار للأونصة خلال الأسبوع الماضي، ويرجع السبب في ذلك إلى تحسن معنويات السوق مدعومة بازدياد شهية المستثمرين تجاه المخاطرة، إلى جانب ارتفاع مؤشر الدولار وتوجه الأسواق نحو استثمارات ذات عوائد أفضل، مما أثر بشكل ملحوظ على الطلب العالمي على المعدن الأصفر.

أسباب تراجع أسعار الذهب

انخفضت أسعار الذهب بنسبة 4.5% في نهاية الأسبوع الماضي نتيجة لتحسن معنويات المستثمرين بفعل إعلان تعليق التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والصين لفترة مؤقتة، حيث أثر هذا القرار بشكل إيجابي على الأسواق التجارية، مما وجه الأنظار نحو الأسهم والسندات التي تتمتع بعوائد جذابة مقارنة بالاستثمار في الذهب، ورافق هذا التراجع ارتفاع في مؤشر الدولار إلى 101 نقطة، وهو ما عزز التوقعات بشأن تثبيت أسعار الفائدة في الفترة القادمة بالولايات المتحدة، وقد أسهم ذلك في زيادة الجاذبية الاستثمارية للأصول ذات العوائد المرتفعة على حساب المعدن الأصفر.

أثر الاستقرار الجيوسياسي على سعر الذهب

كانت الهدوء النسبي في الأوضاع الجيوسياسية عاملاً أساسياً في إضعاف الدعم الذي الصقه المستثمرون بالذهب كملاذ آمن خلال الفترات السابقة، حيث أشارت التقارير إلى انخفاض واضح في التوترات بين الدول الكبرى مثل الهند وباكستان، التي شهدت تراجعا في حدة المناوشات، بالإضافة إلى تباطؤ المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، فهذه الظروف ساهمت في تقليص قلق المستثمرين وتحولهم نحو استثمارات أكثر استقراراً وربحاً، ورغم ذلك، أدى قرار وكالة “موديز” بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة إلى دفع أسعار الذهب للانتعاش البسيط بسبب تأثيره على قوة الدولار والسيولة الدولية.

تفاصيل أسعار الذهب في السوق المحلي

في الأسواق المحلية، سجل المعدن الأصفر تراجعاً حيث بلغت أسعار عيار 24 حوالي 32 ديناراً كويتياً للغرام، بينما استقر عيار 22 عند نحو 29.33 ديناراً، أما الفضة فقد حافظت على مستوى 370 ديناراً كويتياً للكيلوجرام الواحد، وتشكل هذه التغيرات انعكاساً طبيعياً للتقلبات التي شهدتها الأسواق العالمية خلال الفترة الماضية، حيث تؤثر العوامل الدولية مثل صعود الدولار وسياسات البنوك المركزية بشكل مباشر على حركة الأسعار في الأسواق المحلية.

الاتجاهات المستقبلية لأسعار الذهب

يعتمد تحديد مستقبل أسعار الذهب على مجموعة من العوامل المتداخلة، من أبرزها سياسة البنوك المركزية وتأثيراتها على أسعار الفائدة، إضافة إلى حالة الأسواق المالية التي تمثل عاملاً مهماً في تحديد الطلب على المعدن الأصفر، وتبقى المخاطر السياسية والاقتصادية عاملاً يمكن أن يحفّز المستثمرين للعودة إلى الذهب كملاذ آمن إذا وقعت أزمات يعجز السوق عن التكيف معها، لذا فإن متابعة التطورات العالمية عن كثب ضرورية لفهم الاتجاهات القادمة.