«صدمة جديدة» أسعار الذهب تهبط بقوة فهل انتهى عصر الملاذ الآمن

تُظهر أسعار الذهب تقلبات كبيرة بفعل الأوضاع الاقتصادية والجيوسياسية المحلية والدولية، وخلال الأسبوع الماضي سجلت الأسعار تراجعًا ملحوظًا في السوقين العالمي والمحلي، حيث تأثر السوق المصري بشكل مباشر بهذه التغيرات، مما انعكس على حركة الشراء وأدى إلى انخفاض الطلب على المعدن النفيس، ويبقى الذهب من أهم الأصول التحوطية التي تتأثر بأدنى تقلبات في الأسواق المالية، خاصة خلال الأزمات السياسية.

تراجع أسعار الذهب عالميًا وأثره على السوق المصري

شهدت أسعار الذهب عالميًا انخفاضًا كبيرًا قدر بحوالي 121 دولارًا للأوقية في تداولات الأسبوع الماضي، حيث افتتح السعر عند 3325 دولارًا قبل أن ينخفض إلى أدنى مستوى خلال الشهر عند 3120 دولارًا ليستقر عند 3204 دولارات، أثر هذا الانخفاض بشكل مباشر على أسعار الذهب في السوق المصري، حيث انخفض سعر جرام الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا محليًا، من 4715 جنيهًا إلى 4540 جنيهًا، بنسبة تراجع بلغت 3.7%، كما سجل عيار 24 قيمة 5189 جنيهًا وعيار 18 نحو 3891 جنيهًا، ووصل سعر الجنيه الذهب إلى 36320 جنيهًا، يعود هذا التراجع إلى عزوف الاستثمارات عن الذهب بسبب هدوء التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما دفع برؤوس الأموال نحو الأصول ذات العوائد المرتفعة مثل الأسهم والسندات.

أثر الأوضاع الجيوسياسية على أسعار الذهب

تأثرت أسعار الذهب بشكل مباشر بالتطورات الجيوسياسية والاتفاقات الموقعة بين القوى العالمية، فقد ساهمت الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى استقرار العلاقات بين الهند وباكستان عبر الدبلوماسية، وكذلك الجهود الدولية لخفض التصعيد بين روسيا وأوكرانيا في تحقيق حالة من التوازن السياسي ساعدت في تقليل الاعتماد على الذهب كملاذ آمن، ويعتبر التصريح الصادر عن سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، دلالة على هذه التأثيرات، حيث أشار إلى أن هذه التطورات ساعدت في تسجيل الذهب أكبر انخفاض أسبوعي له منذ يونيو 2021، كما تُبرز حركات الذهب مدى حساسيتها تجاه عوامل الاستقرار السياسي والتغيرات الاقتصادية؛ لذا يظل المستثمرون بحاجة إلى مراقبة دقيقة لهذه المستجدات.

تقرير وكالة موديز وتأثيره على أسعار الذهب

رغم التراجع الحاد الذي شهدته أسعار الذهب، إلا أن المعدن النفيس استطاع تقليص بعض خسائره نتيجة تقرير وكالة موديز للتصنيف الائتماني، حيث تم خفض تصنيف الدين السيادي الأمريكي من Aaa إلى Aa1، ما أثار قلق الأسواق حول الاستدامة المالية الأمريكية، أدى ذلك إلى إعادة التوجه للاستثمارات التقليدية مثل الذهب كملاذ آمن، جاء التقرير ليكشف عن ارتفاع غير مسبوق في معدلات الدين العام الأمريكي والفوائد المترتبة عليه، مع تعديل التوقعات المستقبلية من “سلبية” إلى “مستقرة”، وقد أكد التقرير أن هذه الأزمة تستلزم الحذر في التخطيط الاستثماري، خاصة للمستثمرين الذين يعتمدون على الذهب كأصل حيوي.

أسعار الذهب بين الاستقرار والتقلب

تعكس الحالة الاقتصادية للذهب ارتباطها الوثيق بالتحولات السياسية والضغوط المالية العالمية، ولعل استجابة الذهب لتقرير التصنيف الائتماني الأخير قد أظهرت كيف تؤثر الأوضاع الكلية على الطلب، كما يعتمد السوق المحلي في مصر بشكل مباشر على التحركات العالمية للذهب، مما يظهر ضرورة متابعة المستثمرين للسوق باستمرار لاتخاذ قرارات مبنية على تغيرات السوق التي تؤثر على أسعار المعدن بشكل واضح في الآونة الأخيرة.