«تراجع جديد» سعر الذهب ينخفض بسبب التفاؤل التجاري وارتفاع عوائد السندات

تشكل أسعار الذهب محورًا مهمًا في الأسواق المالية الحالية، لا سيما في ظل الضغوط المستمرة الناجمة عن التفاؤل التجاري وارتفاع عوائد السندات الذي سلب المعدن الأصفر بعضًا من أهميته كملاذ آمن، ومع ترقب بيانات التضخم الأمريكية وتوجيهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، تستمر أسعار الذهب في التراجع لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من شهر عند حاجز 3150 دولارًا للأوقية، وفقًا لتقارير منصة “إف إكس ستريت”.

أسعار الذهب تحت ضغط التفاؤل التجاري

يُعد التفاؤل بشأن تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين أحد الأسباب المباشرة لتراجع أسعار الذهب، حيث ساهم الاتفاق بين الدولتين الكبيرتين على هدنة مدتها 90 يومًا في تقليل المخاوف المتعلقة بالركود الاقتصادي، كما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم رهاناتهم بشأن تخفيض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الأمر الذي ساهم في ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وبما أن الذهب لا يدر أي عوائد للفائدة، فإن هذا التحول كان له تأثير سلبي مباشر على الطلب على المعدن الأصفر.

التأثيرات الفنية للدولار الأمريكي على أسعار الذهب

رغم أن الدولار الأمريكي قد شهد انتعاشًا طفيفًا من أدنى مستوياته الأخيرة، إلا أن تأثير ذلك على دعم سعر الذهب ما يزال محدودًا، وحتى مع ضعف أداء أسواق الأسهم وتراجع شهية المخاطرة عالميًا، لم يكن هناك دعم قوي كافٍ لتعزيز الطلب على المعدن النفيس، ويبدو أن الاتجاه الفني للسوق حاليًا يشير إلى استمرار الضغط الهبوطي على الأسعار.

أداء الذهب ومستويات الدعم الهامة

من الناحية الفنية، يؤكد كسر مستوى 3200 دولار للأوقية على النظرة السلبية المستمرة تجاه الذهب، ويُتوقع في حال استمرار التراجع أن يستهدف الذهب مناطق الدعم الرئيسية بين 3135 و3133 دولارًا، وفي حال حدوث موجة بيع إضافية، من المحتمل أن يختبر مستوى 3100 دولار للأوقية، ويُعتبر هذا الهبوط إشارة إضافية لتوجه الذهب نحو مستويات دعم أقوى قرب 3060 دولارًا، مما يُبرز أهمية متابعة تطور الأسعار لتحديد التحركات المستقبلية.

التضخم ومستقبل أسعار الذهب

رغم التحسن في بيانات التضخم الأمريكية، التي تشير إلى اقتراب الفيدرالي الأمريكي من تحقيق هدفه بالسيطرة على التضخم عند نسبة 2%، فإن المخاطر المتعلقة بالسياسات الجمركية المستمرة قد تُعيق كل التقدم المحرز، ويبدو أن هذه العوامل تجعل المستثمرين يعيدون توقعاتهم بشأن مستقبل الذهب كمصدر أمان، ومن المحتمل أن تستمر هذه التغييرات في التأثير المباشر على المشهد المالي.

دور البيانات الاقتصادية وتصريحات الفيدرالي

يترقب المتداولون بقلق نتائج بيانات التضخم التي سوف تصدر قريبًا، وكذلك تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بشأن السياسة النقدية، إذ يمكن لهذه العوامل أن تُحدد اتجاه أسعار الذهب بشكل كبير، وقد تؤثر قرارات تخفيض الفائدة على تعزيز أو تثبيت مستويات الطلب على الذهب، مما يجعل المتابعة المستمرة أمراً ضرورياً في هذه الفترة الحرجة.