«حالة نادرة» شاب يفقد التحكم في رأسه بسبب إدمانه على استخدام الهاتف

تم نقل حالة طبية نادرة ومثيرة في اليابان لشاب يبلغ من العمر 25 عامًا تعرض لما يسمى “متلازمة الرأس المتدلي” نتيجة الاستخدام المفرط للهواتف الذكية، وهي حالة تؤدي إلى ضعف عضلات الرقبة بشكل كبير وتعوق الشخص عن البلع أو رفع الرأس بصورة طبيعية، ويرجع السبب إلى الوضعية الخاطئة أثناء استخدام الهواتف لفترات طويلة.

ما هي متلازمة الرأس المتدلي؟

تُعد متلازمة الرأس المتدلي حالة نادرة تتسبب في ضعف أو تضرر شديد في عضلات وفقرات الرقبة؛ يمكن أن تحدث نتيجة اضطرابات عصبية أو عضلية كما في أمراض الجهاز العصبي، إلا أن الأمر المثير الآن هو علاقتها بالاستخدام الخاطئ والجلوس المطول أمام الأجهزة الذكية، حيث يؤدي ذلك إلى تشوهات هيكلية وانحناءات خطيرة في فقرات العنق؛ مما يسبب آلاماً شديدة وصعوبة في الحركة اليومية بالإضافة إلى خسائر صحية مثل فقدان الوزن وسوء التغذية الناتجة عن صعوبة البلع.

الأسباب الرئيسية لمتلازمة الرأس المتدلي

كانت دراسة نُشرت في مجلة طبية يابانية قد عرضت حالة شاب يعاني من هذه المتلازمة الخطيرة، حيث تضمنت الأحداث عوامل عدة أسهمت في ظهورها:

• الجلوس لفترات طويلة في وضعية غير صحية أثناء استخدام الهاتف الذكي
• تعرض الشخص إلى التنمر والعزلة عن المجتمع مما جعله يشعر بالاكتئاب والانسحاب الاجتماعي
• اللعب المفرط بالألعاب الإلكترونية فترات مطولة دون تحريك الرقبة أو تحقيق استقامة الجلوس

وفي مثل هذه الحالات، تصبح الفقرات العنقية أكثر عرضة للتشوه والعطب؛ فيصيح الشخص غير قادر على أداء أبسط الحركات اليومية.

أعراض متلازمة الرأس المتدلي وتأثيرها

تظهر الأعراض عادة على مدار أشهر أو سنوات، حيث يبدأ المريض بالشعور بآلام خفيفة تتطور مع مرور الوقت إلى صعوبة في الحركة والتنفس بصورة طبيعية، وتشمل الأعراض الرئيسية:

• ألم شديد ومستمر في الرقبة
• ضعف تدريجي في القدرة على تحريك الرأس أو رفعه بشكل طبيعي
• تورمات ملحوظة وتغيرات شكلية في منطقة الرقبة
• صعوبة في البلع وخطر سوء التغذية وضعف الجسم بشكل عام

كما أظهرت الفحوصات الطبية باستخدام الأشعة السينية تشوهات حادة بالفقرات التي كانت السبب الرئيسي لكل الأعراض.

طرق العلاج المتوفرة لمتلازمة الرأس المتدلي

تضمن العلاج الذي خضع له الشاب الياباني سلسلة من العمليات الجراحية الدقيقة لتصحيح الانحناء في الفقرات، حيث قام الأطباء بإزالة أنسجة تالفة وزرع قضبان معدنية ومسامير لتقوية العمود الفقري العنقي، بينما كان الحل البديل في البداية يشمل استخدام دعامات طبية؛ إلا أن مضاعفات مثل التنميل أوقفت هذا الخيار واستوجبت التدخل الجراحي، وقد استعاد المريض حالته الصحية وعاد قادراً على ممارسة حياته اليومية بصورة طبيعية بعد مرور أشهر من التعافي.

أهمية نشر الوعي حول متلازمة الرأس المتدلي

تلعب زيادة الوعي دوراً مهماً في منع هذه الحالات أو تقليل ظهورها، حيث ينصح بتجنب الإدمان المفرط على الهواتف الذكية أو أي أجهزة إلكترونية لفترات مطولة، مع ضرورة اتخاذ وضعية صحية أثناء الجلوس أو الاستلقاء؛ إذ يساعد ذلك على حماية فقرات الرقبة من التشوهات الناتجة عن الضغط المستمر، وعلى الجانب الآخر، يجب تعزيز ثقافة الحركة أثناء العمل أو اللعب أمام الشاشة لفترات طويلة.

متلازمة الرأس المتدلي في حالات مشابهة

لا تعد اليابان الدولة الوحيدة التي سجلت هذه المتلازمة ضمن إحصائياتها؛ فقد أوضح تقرير طبي من إيران حول معاناة شاب آخر من أعراض مشابهة بسبب تعاطي المنشطات والمخدرات، مما يعكس تعدد العوامل المؤدية إلى هذه المتلازمة بجانب الاستخدام الخاطئ للأجهزة التقنية، وبالتالي تستدعي هذه الظاهرة مزيداً من الأبحاث لإعداد استراتيجيات صحية وقائية.