«إهدار هائل» مليارات الجنيهات تضيع سنويًا في بحيرة ناصر

بحيرة ناصر تعد واحدة من أكبر البحيرات الصناعية في العالم، وتقع جنوب مصر لتشكل خزانًا هائلًا لمياه نهر النيل، رغم هذا الغنى المائي إلا أن البحيرة تواجه تحديات كبيرة تخص الهدر المائي والاقتصادي الناتج عن التماسيح ومعدلات التبخر العالية، ومن هنا بدأت مصر في تنفيذ مشروع تاريخي لتحويل البحيرة إلى محطة طاقة شمسية عائمة بقدرة تبلغ 5 جيجا وات لتحقق فوائد بيئية واقتصادية متعددة.

مشروع الطاقة الشمسية في بحيرة ناصر

مع زيادة اهتمامات العالم بالتحول نحو الطاقة المتجددة، أطلقت مصر مشروعًا قوميًّا ضخمًا يستهدف إنشاء محطة طاقة شمسية عائمة بقدرة إجمالية تبلغ 5 جيجا وات على بحيرة ناصر، يتم تنفيذ المشروع على مرحلتين تشمل الأولى 2 جيجا وات والثانية 3 جيجا وات، وقد تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة “مصدر” الإماراتية وجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة لتنفيذ هذا المشروع الضخم، الهدف الرئيسي للمبادرة هو الاستفادة القصوى من موارد البحيرة وإعادة تدوير هدرها بطريقة مستدامة.

فوائد مشروع بحيرة ناصر للطاقة الشمسية

مشروع الطاقة الشمسية في بحيرة ناصر يحقق مجموعة واسعة من الفوائد البيئية والاقتصادية التي تساهم في تحقيق تنمية مستدامة، تتمثل أبرز هذه الفوائد في تقليل معدلات تبخر المياه التي تصل إلى أكثر من 10 مليارات متر مكعب سنويًا، كما يوفر ألواحًا شمسية للعوامات البلاستيكية التي تمنع فقدان المياه بفعل ارتفاع درجات الحرارة في منطقة أسوان، إلى جانب توليد طاقة نظيفة ومستدامة لصالح القطاعات المختلفة داخل مصر وخارجها، كما يدعم المشروع خطط تنمية الثروة السمكية وزيادة إنتاجية البحيرة بالتوازي مع تحسين الوضع الاقتصادي من خلال استغلال جلود التماسيح التي تُقدَّر قيمتها الاقتصادية عالميًا بمبالغ ضخمة.

ثروة سمكية وإدارة مستدامة

بحيرة ناصر تحتوي على كميات كبيرة من الأسماك التي تأثرت بسبب تزايد أعداد التماسيح، إذ تستهلك التماسيح حوالي 146 ألف طن من الأسماك سنويًا، ويأتي المشروع بخطة تنمية كاملة تشمل وقف عمليات الصيد مؤقتًا لثلاثة أشهر سنويًا، بجانب إطلاق زريعة جديدة بهدف رفع الإنتاج السنوي من الأسماك من 22 ألف طن إلى أكثر من 100 ألف طن، هذا النهج يعكس استراتيجية جديدة للإدارة المستدامة لموارد البحيرة.

الاستثمار في جلود التماسيح

إحدى الجوانب الاقتصادية البارزة من المشروع هي استغلال جلود التماسيح، إذ يصل سعر جلد التمساح الواحد إلى 4000 دولار، مما يمثل فرصة اقتصادية غير مستغلة سابقًا، الخطة تشمل إنشاء مزارع متخصصة للتماسيح ومدابغ محلية لتصنيع الجلود الفاخرة، إلى جانب تطوير سياحة بيئية مرتبطة بالتماسيح، مثل إنشاء متنزهات وحدائق طبيعية مشابهة لتلك الموجودة في دول أخرى.

خطط موازية للطاقة المتجددة

بالتوازي مع مشروع بحيرة ناصر، بدأت مصر في تنفيذ محطة طاقة شمسية أخرى بقدرة 2.8 جيجا وات في منطقة نجع حمادي، يهدف هذا التوسع إلى تعزيز استراتيجية مصر للطاقة المتجددة التي تضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما يدعم الخطوات نحو استقلال قطاع الطاقة وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية.

توجيهات القيادة السياسية

بدعم مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تم تسريع خطوات التنفيذ والتنمية في بحيرة ناصر، إلى جانب إقامة مصانع أسماك بطاقة إنتاجية تصل إلى 15 ألف طن سنويًا، كما شملت القرارات المباشرة البدء الفوري في إنشاء مزرعة متكاملة للتماسيح لاستثمار موارد البحيرة وتحقيق عوائد اقتصادية ضخمة من الصناعات الجلدية، كل هذه الجهود تنصب في إطار تعظيم الاستفادة من واحد من أهم الموارد الطبيعية لمصر.