«الرئيس بوتين» أسعار الذهب العالمية هل تأثرت بسياساته الأخيرة؟

شهدت أسعار الذهب تراجعًا عالميًا بلغ حوالي 38 دولارًا أمريكيًا، ليصل إلى 3201 دولار للأوقية خلال عمليات التداول، وفي لحظة ما من الجلسة، انخفض المعدن النفيس إلى مستوى 3155 دولارًا للأوقية، قبل أن يتعافى لاحقًا بدعم من قرارات وكالة موديز التي خفضت التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، وهو ما يعود لارتفاع معدلات العجز المالي والفائدة الأمريكية المتزايدة.

أسباب انخفاض أسعار الذهب عالميًا

يرتبط انخفاض أسعار الذهب بمجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية، حيث يظهر التأثير الأبرز لتراجع الذهب نتيجة ضعف الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى بيانات اقتصادية أمريكية جاءت أضعف من المتوقع، كما أدى تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى تقليل الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن، مما أدى إلى تقلص ارتفاع أسعاره.

إضافة إلى ذلك، عدم حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيًا للمفاوضات مع أوكرانيا في تركيا أدى لتأثيرات على السوق، حيث تم تعزيز مشاعر الباحثين عن الأصول الآمنة كالذهب مما ساهم في تقلب الأسعار غير المتوقعة.

أثر الأحداث السياسية على أسعار الذهب

تعتبر الأحداث الجيوسياسية عاملاً مؤثرًا في حركة أسعار الذهب، إذ جاء إعلان روسيا بعدم تلبية طلب الحوار المباشر مع أوكرانيا، والاكتفاء بإرسال وفد للتفاوض، ليضيف صعوبة على التوصل لاتفاق سلام قريب، وهو ما أشار إليه بيتر جرانت، نائب الرئيس في شركة زانير ميتالز، بأن هذه المستجدات دعمت سعر المعدن النفيس حينها، لكنه انخفض بفعل عوامل أخرى لاحقًا.

كما لعبت المحادثات الأمريكية الصينية دورًا محوريًا في التأثير على استقرار الأسواق، فتوصل الولايات المتحدة والصين لاتفاق بتخفيض الرسوم الجمركية ساهم في تهدئة المخاوف العالمية جزئيًا مما قلص الطلب على الذهب بشكل مضاعف طوال الفترة الأخيرة.

كيف تؤثر السياسة النقدية ومؤشرات التضخم على الذهب

تشير البيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخرًا في الولايات المتحدة، ومنها تباطؤ نمو مبيعات التجزئة وانخفاض مؤشر أسعار المنتجين المفاجئ، إلى تراجع واضح في الضغوط التضخمية، مما عزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة في الفترة المقبلة، ويعتبر خفض الفائدة أمرًا مهمًا لتحفيز الاستثمار في الذهب نظرًا لأن المعدن النفيس لا يحمل عوائد فائدة.

انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي بمقدار 0.2% عزز من جاذبية الذهب للمستثمرين الدوليين الذين يحملون عملات غير الدولار، مما أضاف حركة إيجابية في السوق خلال أوقات معينة، إلا أن الأحداث الاقتصادية الكلية ضغطت بشكل إجمالي على الأسعار.

تأثير تراجع التوترات التجارية بين أمريكا والصين

أدت التهدئة المؤقتة للتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى تقليل الطلب على الذهب كأصول آمنة، خاصة بعد إعلان البلدين عن خفض الرسوم الجمركية لفترة مدتها 90 يومًا، وأشار جيم ويكوف، كبير المحللين في كيتكو ميتالز، إلى أن المستثمرين اتجهوا لجني الأرباح من الذهب خلال هذا الوقت مما زاد من عمليات البيع، ونتج عن ذلك ضغوط على الأسعار قياسًا بالارتفاعات السابقة.

المؤشرات المستقبلية لأسعار الذهب

على الرغم من التراجع الحالي، يبدو أن السوق لا يزال يشهد مشاعر حذرة مع استمرار عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي العالمي، حيث يعتمد اتجاه الذهب القادم بشكل رئيسي على التطورات في السياسة النقدية الأمريكية والتوترات الجيوسياسية، خاصةً بعد أن كان الذهب قد لامس أعلى مستوياته خلال الشهر الماضي عند 3500 دولار للأوقية عندما ارتفعت المخاوف التجارية الدولية.