«إصلاح جديد» العدالة الانتقالية في سوريا هل تنهي مأساة المفقودين

أعلنت الرئاسة السورية عن تشكيل هيئتين مستقلتين بهدف معالجة القضايا الإنسانية والاجتماعية التي نجمت عن سنوات طويلة من النزاع في سوريا، وقد تم الإعلان عن هيئة العدالة الانتقالية للكشف عن الانتهاكات وضمان محاسبة المتسببين، إلى جانب هيئة وطنية معنية بالكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسرًا، وتأتي هذه الخطوة لتحقيق المصالحة الوطنية وترسيخ مبادئ العدالة والقانون وحفظ حقوق الضحايا.

هيئة العدالة الانتقالية في سوريا

تعتبر هيئة العدالة الانتقالية المعلن عنها خطوة جوهرية نحو بناء دولة القانون في سوريا، حيث تهدف إلى معالجة الانتهاكات التي ارتكبت في السنوات السابقة من خلال التحقيق في وقائع الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، كما تعمل الهيئة على وضع تدابير تمنع تكرار تلك الجرائم في المستقبل وتسعى لدعم المصالحة الوطنية القائمة على أسس عادلة ومتينة، وقد تم تكليف عبد الباسط عبد اللطيف برئاسة الهيئة مع الإشراف على تشكيل فريق متخصص من الخبراء وإعداد نظام داخلي للهيئة خلال مدة أقصاها 30 يومًا.

ستكون الهيئة مستقلة ماليًا وإداريًا مما يمنحها حرية كاملة في أداء مهامها بشكل فعّال داخل الأراضي السورية دون أي عراقيل، كما تُعنى الهيئة بإيجاد حلول للضحايا وأسرهم بما يضمن إنصافهم ومساعدتهم على تجاوز الأزمات التي مروا بها، ويشكل ذلك جزءًا من التزام سوريا بتحقيق العدالة والمساءلة لدعم الضحايا وإعادة بناء الثقة في المؤسسات الوطنية.

إنشاء هيئة للكشف عن المفقودين

أعلنت الرئاسة السورية أيضًا عن تشكيل هيئة وطنية معنية بالكشف عن مصير المفقودين، وتتكفل هذه الهيئة بالتعامل مع ملف المفقودين والمختفين قسرًا الذي يعد من أكثر الملفات حساسية وتعقيدًا في الأزمة السورية، وتم تكليف محمد رضى جلخي بقيادة هذه الهيئة، حيث سيقوم بتشكيل فريق عمل متخصص ووضع نظام داخلي للهيئة خلال فترة لا تتجاوز 30 يومًا، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات شاملة تتعلق بحالات الفقدان.

تستهدف الهيئة دعم عائلات المفقودين من خلال تقديم المساعدة القانونية والإنسانية، وتسليط الضوء على حقائق ما حدث للأشخاص المفقودين ومعالجة قضاياهم بشكل يليق بحساسيتها، وتعتبر هذه الخطوة بمثابة دفعة قوية نحو وضع حد لمعاناة الأسر وتحقيق العدالة على المستوى الإنساني، كما تعمل على إيجاد آليات لحماية حقوق المتضررين من عواقب النزاع.

الأصداء الدولية حول قرار تشكيل الهيئات

لقي إعلان تشكيل هيئتي العدالة الانتقالية والكشف عن المفقودين ترحيبًا واسعًا على المستوى الدولي، حيث عبرت المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين السوريين عن إشادتها بهذه الخطوة المهمة، وذكرت رئيسة المؤسسة كارلا كوينتا عبر منصة “إكس” استعدادها للتعاون مع الهيئة الوطنية المستقلة للكشف عن مصير المفقودين، ويعتبر هذا التعاون فرصة لتعزيز الجهود الدولية والمحلية لحل هذه القضية الإنسانية المعقدة.

وقد تم تأسيس المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين السوريين في عام 2023 للتعامل مع قضايا المفقودين في ظروف النزاعات، وأكدت المؤسسة أهمية التعاون مع الجهات المحلية لتسريع عملية الكشف عن مصير جميع المفقودين بغض النظر عن هويتهم أو توجهاتهم السياسية، ومن المتوقع أن يسهم التنسيق بين الهيئات الوطنية والدولية في إحداث تغيير حقيقي في ملف المفقودين بسوريا.