«أسعار تاريخية» الذهب يهبط لأدنى أداء أسبوعي منذ 6 أشهر بسبب انحسار المخاوف

سجلت أسعار الذهب تراجعًا حادًا لتفقد أكثر من 2% خلال جلسة الجمعة، مما يمثل أسوأ أداء أسبوعي منذ نوفمبر، ويعزى هذا الانخفاض إلى زيادة الإقبال على الأصول ذات المخاطرة بعد الإعلان عن اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، حيث انخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.12% إلى 3203.65 دولار للأونصة، مصاحبة انخفاض أسبوعي بلغت نسبته 3.6%، فيما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 1.2% وصولاً إلى 3187.2 دولار، مع خسارة إجمالية للأسبوع بلغت 4.6%.

تراجع أسعار الذهب وأداؤه الأسبوعي

شهدت أسعار الذهب تقلبات واضحة خلال الفترة الأخيرة، حيث بلغت الشهر الماضي مستوى قياسيًا مرتفعًا عند 3500.05 دولار للأونصة، لتعود سريعًا إلى التراجع إثر تطورات جديدة في المشهد الاقتصادي العالمي، يعود السبب الرئيسي وراء تراجع أسعار الذهب إلى إعلان الولايات المتحدة والصين تعليق الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا، وذلك لإتاحة الفرصة لإبرام اتفاق تجاري يُنهي الحرب الاقتصادية بين البلدين، هذا التعليق أدى إلى زيادة الرغبة في المجازفة من قبل المستثمرين، وبالتالي عزوفهم عن الذهب، الذي يعتبر أحد الأصول الآمنة.

النتائج الاقتصادية والتأثير على أسعار الذهب

تزامنت الأحداث الأخيرة مع تقارير اقتصادية كشفت عن تباطؤ ملحوظ في معدلات التضخم في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى بيانات اقتصادية أقل من المتوقع، هذه العوامل دفعت الأسواق إلى الاعتقاد بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) سيتخذ خطوة جديدة لخفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري، حيث تعتمد العلاقة بين أسعار الفائدة وأسعار الذهب على تناسب عكسي، مما يؤدي إلى انخفاض جاذبية الذهب في حال خُفِّضت تكاليف الاقتراض، وبالنظر إلى المعطيات الحالية، تتوقع الأسواق أن يخفض البنك معدلات الفائدة مرتين على الأقل ابتداءً من شهر سبتمبر المقبل.

ارتفاع الإقبال على المخاطرة وأثره

أدت التطورات الإيجابية في العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة إلى تعزيز الإقبال على الأدوات الاستثمارية ذات المخاطرة العالية مثل الأسهم، حيث سجّلت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت مكاسب أسبوعية واضحة مدفوعة بالتفاؤل الذي خيم على الأسواق، فيما قلل هذا الإقبال من أهمية الذهب كملاذ آمن استثماري، ويبدو أن تقديرات المستثمرين تعكس ميلًا أكبر نحو الأصول التي قد تحقق لهم أرباحًا سريعة مع تراجع المخاطر الاقتصادية.

مقارنة بين أسعار الذهب السابقة والحالية

توقعات الأسواق المستقبلية

في ظل المعطيات الراهنة، تشمل التوقعات احتمال استمرار الضغوط على أسعار الذهب على المدى القريب، حيث يتوقع المستثمرون أن تؤدي الجهود الدولية لحل النزاعات التجارية إلى مزيد من الاستقرار في الأسواق المالية، إلا أن توجه الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة قد يحد من هذا الانخفاض إلى حد ما، حيث يسهم خفض الفائدة في زيادة السيولة وتخفيف الضغط على الاقتصاد العالمي، مما قد يدعم الذهب.