«هبوط حاد» الذهب يتكبد أسوأ خسائر أسبوعية منذ 6 أشهر بتراجع 4 بالمئة

سعر الذهب يشهد تراجعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي، حيث انخفض بنسبة وصلت إلى 4%، مسجلاً أسوأ أداء أسبوعي منذ ستة أشهر، يعد انخفاض الطلب على الذهب كملاذ آمن وتحسن شهية المخاطرة عوامل رئيسية وراء هذا الهبوط، حيث تأثرت السوق إيجابيًا بالهدنة التجارية المعلنة بين الولايات المتحدة والصين التي غيرت وجهة الاستثمارات نحو أصول أكثر مخاطرة.

انخفاض سعر الذهب وأبرز العوامل المؤثرة

وفقًا لبيانات منصة “ماركت ووتش”، شهد سعر الذهب الفوري تراجعًا بنسبة 1.6% في ختام تعاملات الجمعة ليبلغ 188.25 دولار للأوقية، بعد أن وصل إلى ذروته اليومية عند 1952 دولار، وعلى مدار الأسبوع الماضي تراجع الذهب بنسبة 4.1%، وهو ما يمثل الانخفاض الأكبر له منذ نوفمبر 2024، ومن الجدير بالذكر أن الأسعار كانت قد سجلت مستوى قياسيًا بلغ 2050 دولارًا في أبريل الماضي، هذه التقلبات تأتي في وقت كان الذهب فيه يُعتبر أحد أبرز الأصول الاستثمارية الآمنة.

أثر الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين على الذهب

تمثل الاتفاقية التجارية بين الولايات المتحدة والصين خطوة كبيرة نحو تخفيف التوترات التجارية العالمية، حيث أعلنت هدنة تجارية لمدة 90 يومًا، ما قلل من المخاوف الجيوسياسية، هذا التوافق دفع المستثمرين إلى توجيه أموالهم نحو أصول أكثر مخاطرة مثل الأسهم على حساب الذهب، مما أدى إلى تقليل التدفقات نحو السوق الذهبية، وهو ما أكده جيم ويكوف، المحلل البارز في Kitco Metals، حيث أشار إلى أن هذا الاتفاق أعطى دفعة لشهية المخاطرة، وتسبب في تخلي المضاربين في سوق العقود الآجلة عن الذهب.

العوامل الاقتصادية وتداعياتها على سعر الذهب

في مواجهة هذا الانخفاض، طرأت عدد من العوامل الاقتصادية التي ساهمت في تقليل جاذبية الذهب، حيث دعمت بيانات التضخم المتراجعة وتراجع توقعات نمو الاقتصاد الأمريكي احتمالية تخفيض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة مستقبلًا، في الوقت ذاته، أدى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي وزيادة عوائد سندات الخزانة إلى تقليل جاذبية الذهب كملاذ استثماري، خصوصًا مع توجه المستثمرين إلى الأصول ذات العائد المرتفع، هذه العوامل ساهمت في تسريع التراجع الكبير الذي شهده الذهب مقارنة بأدائه في الأشهر الأخيرة.

توقعات مستقبل الذهب في الأسواق

على الرغم من الصعوبات الحالية، يظل بعض المحللين متفائلين بشأن مستقبل الذهب على المدى البعيد، حيث لا تزال هناك عوامل داعمة للسوق، خاصة الطلب الكبير من البنوك المركزية حول العالم، على سبيل المثال، البنك المركزي في الصين يواصل تعزيز احتياطاته من الذهب، بالإضافة إلى المخاوف المستمرة المتعلقة بالنمو الاقتصادي العالمي، التي قد تؤدي إلى عودة الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب، خلال الأسبوع الحالي، تترقب الأسواق ظهور بيانات هامة مثل مؤشرات مديري المشتريات وبيانات الإسكان الأمريكية، والمتوقع أن يكون لها دور كبير في توجيه الأسعار.

العوامل المؤثرة على سعر الذهب