«هبوط قياسي» الذهب ينخفض إلى 3185.50 دولار للأونصة في أكبر تراجع منذ نصف عام

انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 1.7% ليصل إلى 3185.50 دولار للأونصة، وذلك بسبب التطورات الجيوسياسية الأخيرة وخصوصاً محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، حيث شهد السوق أيضًا تراجعًا أسبوعيًا بنسبة 4% ليقترب الذهب من 3190 دولارًا للأونصة، ويرى المستثمرون والمحللون أن الاستقرار النسبي في الوضع الجيوسياسي ساهم بشكل كبير في خفض الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن.

تأثير محادثات روسيا وأوكرانيا على أسعار الذهب

ساهمت محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، والتي عُقدت مؤخرًا في تركيا، في الحد من حالة عدم اليقين التي دفعت في السابق المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن، حيث تضمنت هذه المحادثات اتفاقًا حول تبادل الأسرى ومناقشة وقف محتمل لإطلاق النار، ورغم عدم الإعلان عن هدنة رسمية، فإن هذه الخطوة عززت التوقعات بالتوصل إلى اتفاق مستقبلي، وقد أثر ذلك مباشرةً على انخفاض سعر الذهب نظرًا لتحسن الأوضاع الجيوسياسية.

الهدوء في الصراع التجاري الأمريكي الصيني

شهدت الأسواق العالمية أيضًا تطورًا إيجابيًا بسبب التقدم الملحوظ في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث أدى ذلك إلى انتعاش الأصول ذات المخاطر العالية، وهذا ما جعل الذهب أقل جاذبية كخيار استثماري، فالتهدئة بين أكبر اقتصادين في العالم عززت رغبة اللاعبين الرئيسيين في الأسواق في البحث عن بدائل استثمارية ذات عائد أعلى، ما انعكس على المستوى العالمي كسبب إضافي لانخفاض أسعار المعدن النفيس.

عوامل الطلب العالمي على الذهب

رغم التصحيح الأخير في أسعار الذهب، إلا أنه لا يزال يظهر نموًا بنسبة تتجاوز 20% منذ بداية العام، ويرجع هذا إلى ارتفاع الطلب على صناديق المؤشرات التي تعتمد على الذهب، إضافةً إلى مشتريات البنوك المركزية الضخمة والطلب المتزايد في الأسواق مثل الصين، إلا أن حالة ارتفاع الأسعار السابقة قد تراجعت بسبب التحولات الجيوسياسية والتطور في الأسواق المالية، حجم المُضاربة على الذهب يتأثر دائمًا بعوامل مثل استقرار الدولار وتقلبات الأسواق المالية.

التراجع وتأثير روسيا على سوق الذهب

من المعروف أن روسيا تحتل مكانة كبيرة في سوق الذهب العالمي نظرًا لأنها واحدة من أكبر منتجي المعدن النفيس، حيث تقوم بتصديره بكميات ضخمة، ومع التقدم في محادثات السلام، تراجعت قيمة الذهب بشكل واضح نتيجة انخفاض الطلب عليه كملاذ آمن، ويوضح ذلك بجلاء كيف أن الجوانب الجيوسياسية تلعب دورًا محوريًا في تغيير سلوك المستثمرين وديناميكيات السوق.

توقعات الأسعار والحركة المستقبلية

تشير توقعات بنك مورغان ستانلي إلى أن استمرار محادثات السلام من الممكن أن يؤدي إلى مزيد من الانخفاض في أسعار الذهب ليصل إلى 2400 دولار للأونصة، وأرجع البنك هذه التوقعات إلى احتمال انخفاض مشتريات البنوك المركزية، كما أضاف أن التراجع الناتج عن تقليص فارق الأسعار بين أسواق كومكس ولندن سيساهم أيضًا في تقليل حجم التداولات على الذهب في الأسواق الدولية.