«أسوأ أسبوع» الذهب يهبط 4% خلال نصف عام هل تستمر الخسائر

شهدت أسعار الذهب تغيرات ملحوظة خلال الأسبوع الماضي، حيث سجل المعدن النفيس هبوطاً حاداً بنسبة قاربت 4% مسجلة أدنى انخفاض أسبوعي لها في نصف عام، ويرجع ذلك إلى ارتفاع شهية المخاطرة لدى المستثمرين وتراجع الطلب على الأصول الآمنة، تزامناً مع اتفاق هدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين أثرت بشكل كبير على الأسواق العالمية.

أسباب تراجع أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب الفوري هبوطاً بنسبة 1.6% لتستقر عند 188.25 دولار للأوقية في نهاية التعاملات اليومية، بعد أن كانت قد بلغت أعلى مستوياتها خلال اليوم عند 252 دولار، هذا التراجع جاء كنتيجة لتحسن الأوضاع الجيوسياسية بعد اتفاق الولايات المتحدة والصين على هدنة تجارية لمدة تسعين يوماً، مما حفز المستثمرين على التوجه نحو أصول أكثر مخاطرة مثل الأسهم والسلع.
كما تأثرت أسعار الذهب بالتقدم في المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، فضلاً عن مؤشرات تباطؤ التضخم وبيانات اقتصادية أقل من التوقعات في الولايات المتحدة، مما عزز من احتمالية تخفيض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي حد من جاذبية الذهب كملاذ آمن للاستثمارات.

عوامل أخرى ساهمت في انخفاض أسعار الذهب

أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض أسعار الذهب هو ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى؛ حيث يجعل ذلك الاستثمار في الذهب مكلفاً بالنسبة للمستثمرين الدوليين، وارتبط ذلك أيضاً بزيادة عوائد سندات الخزانة الأمريكية التي تُعد بديلاً استثمارياً يتمتع بالمزيد من الجاذبية مقارنة بالذهب، نظراً لكون الذهب لا يدر عائداً مالياً
وأدت أنباء عن تخفيف حدة التوترات بين الولايات المتحدة والصين إلى تصفية واسعة في العقود الآجلة للذهب، بحسب تصريحات خبراء في السوق، حيث تمت حركة بيع واسعة لجني الأرباح من قبل المتداولين الذين رأوا هبوط الأسعار فرصة لإعادة التوازن في استثماراتهم.

توقعات أداء أسعار الذهب

على الرغم من التراجع الحاد في أسعار الذهب، فإن العوامل الرئيسية الداعمة للمعدن النفيس لا تزال موجودة، مثل الطلب المتزايد من البنوك المركزية خاصة في الصين، واستمرار المخاوف المرتبطة بالنمو الاقتصادي العالمي والضبابية التي تحيط بالاقتصاد الكلي في الأسواق الكبرى، بالإضافة إلى ترقب الأسواق لبيانات اقتصادية هامة خلال الأسبوع الحالي مثل مؤشرات مديري المشتريات وبيانات الإسكان الأمريكية، التي ستعكس حالة الاقتصاد الأمريكي وتؤثر بشكل غير مباشر على أداء الذهب
يظل الذهب على الرغم من هذه الهزات ملاذًا مفضلاً بين المتداولين خاصة في الأوقات التي تسودها التوترات الاقتصادية والسياسية، ومن المتوقع أن يظل محل متابعة دقيقة من قبل المستثمرين لمعرفة الاتجاهات المستقبلية بشكل أفضل.