«صدمة كبرى» أسعار الذهب تسجل هبوطًا غير مسبوق وخسائر بالملايين اليوم

تواجه أسواق الذهب العالمية والمحلية تقلبات مستمرة بفعل مجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي تؤثر عليها بشكل مباشر، إذ يُعتبر الذهب واحدًا من أهم الأصول الاستثمارية التي تُستقطب في أوقات الأزمات وعدم الاستقرار المالي، وتختلف أسعار الذهب بين الأسواق العالمية والمحلية بفعل مجموعة من المؤثرات المختلفة، ومعرفة هذه العوامل يساعد على اتخاذ قرارات استثمارية أكثر حكمة.

تحليل أسعار الذهب العالمية والمحلية

شهدت أسعار الذهب في الأسواق العالمية مؤخرًا تغيرًا كبيرًا، حيث بلغ سعر الأونصة في 17 مايو 3185 دولارًا أمريكيًا، منخفضًا بواقع 54 دولارًا مقارنة بالتداولات السابقة، بينما عند تحويل السعر للعمليات المحلية مع احتساب فروقات العملة والضرائب، ارتفعت القيمة إلى ما يقرب من 100.2 مليون دونج/تيل، بفارق كبير مقارنة بالسوق العالمي تراوح بين 17 و18.5 مليون دونج/تيل. الأسباب وراء هذا الفارق تشمل الضرائب الإضافية، الرسوم الجمركية المرتفعة، وارتفاع التكاليف المحلية. على الصعيد المحلي، سجلت أسعار سبائك الذهب انخفاضًا يقارب 2.8 مليون دونج للبيع و2.1 مليون للتجزئة، فيما شهدت أسعار المجوهرات كالخواتم انخفاضًا طفيفًا بواقع 800 ألف دونج فقط. الجدير بالذكر أن هذه التغيرات جاءت تزامنًا مع هدوء الأزمات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا والانخفاض النسبي في قيم الدولار الأمريكي.

العوامل المؤثرة في أسعار الذهب داخليًا وخارجيًا

تتعدد العوامل التي تتحكم في أسعار الذهب، وتشمل تقلبات العرض والطلب وتغيرات أسعار الصرف إلى جانب الأوضاع السياسية العالمية، إذ إن زيادة الضرائب والجمارك المفروضة محليًا تُشكّل دورًا مباشرًا في ارتفاع الأسعار مقارنة بالسوق الدولية، إضافة إلى استمرارية الطلب الكبير داخل بعض الدول، ما يؤدي إلى وجود فجوة سعرية واضحة. أما على النطاق الدولي، فالنزاعات الجيوسياسية والأزمات الاقتصادية مثل التضخم والانكماش تُعتبر عناصر دافعة لتذبذب الأسعار. يظل الرصد المتواصل لهذه العوامل وتحليلها بعمق ضرورة قصوى لدى المستثمرين لتجنب أي مخاطرة تؤثر على قراراتهم الاستثمارية؛ إذ يسهم اتخاذ قرارات مدروسة في تحقيق عوائد ربحية كبيرة وحمايتهم من أي خسائر.

تأثير علاقة الذهب بالدولار الأمريكي

تاريخيًا، توجد علاقة عكسية بين الدولار الأمريكي والذهب، فحين ينخفض الدولار أمام العملات الأخرى عالميًا يصبح الذهب أكثر جاذبية للاستثمارات، إذ تحقق الأصول الثابتة قيمًا أعلى. مؤخرًا سجل الدولار انخفاضًا في البنوك المركزية ليصل إلى نحو 24960 دونج/دولار أمريكي، رغم تحقيق بعض المكاسب بالسوق غير الرسمية، ما أسهم في دعم استقرار أسعار الذهب عالميًا وزيادة أهميته كملاذ آمن. لكن على النطاق المحلي، هذا التأثير لا يظهر بشكل واضح نتيجة لاستمرار ارتفاع الرسوم الجمركية والضرائب الأخرى، مما يجعل المستثمرين بحاجة دائمة لمراقبة حركة الدولار وعدم الاعتماد فقط على العلاقة التقليدية بين المعدنين. لذلك يعتبر الذهب الملاذ الأكثر استقرارًا في خضم الاضطرابات المالية دون التخلي عن متابعة التحليل العميق لكل المؤثرات.