«قفزة جديدة» أسعار النفط ترتفع للجلسة الأخيرة وتقترب من مكاسب أسبوعية

سجلت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً اليوم خلال تداولات الجمعة، حيث تميل الأسواق إلى تحقيق مكاسب أسبوعية قوية بنهاية اليوم بعد أن تلقت الدعم من انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالرغم من وجود توقعات بزيادة إمدادات النفط العالمية من قبل إيران وأعضاء منظمة أوبك بلس، مما قد يحد من ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ.

أسباب ارتفاع أسعار النفط

شهدت العقود الآجلة لخام برنت زيادة وصلت إلى 65.40 دولاراً للبرميل، ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 1.35٪ خلال تداولات اليوم، بينما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط لتسجل 62.56 دولاراً بزيادة نسبتها 1.5٪، ويُعزى هذا الارتفاع إلى عوامل متعددة، من أبرزها إبرام هدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث اتفق الطرفان على تقليل الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة تسعين يوماً، مما عزز معنويات المستثمرين وثقتهم في استقرار الطلب العالمي على النفط.

توقعات بزيادة معروض النفط من إيران وأوبك+

رغم المكاسب التي حققتها أسعار النفط هذا الأسبوع، هناك مخاوف من زيادة المعروض النفطي، خاصة مع احتمالية توقيع اتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة، وصرّح الرئيس الأمريكي بأن المفاوضات مع إيران تتقدم بشكل إيجابي، وإذا ما ألغيت العقوبات المفروضة على النفط الإيراني، فقد يؤدي ذلك إلى إضافة نحو 400 ألف برميل يومياً للسوق، كما أن من المتوقع أن تساهم زيادة إنتاج أوبك+ في الضغط على الأسعار.

العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على سوق النفط

التوترات الجيوسياسية كانت لها دور كبير في توجيه سوق النفط في الأسابيع الأخيرة، لكن التراجع النسبي لهذه التوترات ساهم في دعم التداولات الإيجابية، ومع ذلك، فإن الطلب الموسمي المتوقع على السفر قد يُعادل تأثير زيادة الإمدادات من أوبك ومصادر أخرى، حسبما أشار دينيس كيسلر، المسؤول عن تداول النفط في أحد البنوك الكبرى.

انعكاسات الهدنة التجارية الأمريكية الصينية على الأسواق

الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين لعب دوراً محورياً في دعم مشاعر المستثمرين، مما أدى إلى تخفيف المخاوف بشأن التأثير السلبي للنزاعات التجارية على الاقتصاد العالمي، وبالتالي تعزيز توقعات الطلب على النفط، إذ يعتبر كلا البلدين من أكبر المستهلكين العالميين لهذه السلعة، وجاء الاتفاق ليمهد الطريق نحو تحقيق استقرار نسبي في النمو الاقتصادي العالمي، خاصة بعد فترة طويلة من القلق المتزايد.

اتجاهات السوق المستقبلية

لا تزال هناك غموض حول مفاوضات الاتفاق النووي، مما يبقي آثار السوق المستقبلية غير واضحة تماماً، ومع إمكانية عودة نفط إيران إلى الأسواق العالمية وزيادة الإمدادات من أوبك+، قد تشهد الأسعار المزيد من التقلبات خلال الفترة المقبلة، كما أن توقعات الطلب على النفط في موسم السفر القادم ستكون عاملاً مهماً في تحديد اتجاه الأسعار، مما يجعل المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية حاسمة في تحديد مسار السوق في الأشهر القادمة.