«تراجع مفاجئ» الذهب يخسر قيمته مع انحسار التوترات التجارية هذا الأسبوع

انخفضت أسعار الذهب بشكل ملحوظ مؤخرًا، مما دفعه نحو تسجيل أسوأ أداء أسبوعي له خلال الأشهر الستة الماضية، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي وتحسن المشهد التجاري العالمي بين الولايات المتحدة والصين، يُعتبر الذهب من أبرز الملاذات الآمنة للمستثمرين، لكن زوال التوترات الاقتصادية أدى إلى تقليل جاذبيته بشكل ملحوظ، حيث تزايد الاتجاه نحو أصول مالية أكثر خطورة.

الذهب يشهد انخفاضًا بسبب التحسن التجاري بين القوى الاقتصادية

سجل الذهب الفوري انخفاضًا بنسبة 0.9% ليصل إلى 3,210.19 دولار للأونصة، في حين بلغت خسائره الأسبوعية أكثر من 3%، ويُتوقع أن يكون هذا الأسبوع الأسوأ منذ ستة أشهر، هذا الانخفاض رافقه تراجع في العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.4% مسجلةً 3,213.60 دولار، يلاحظ الخبراء أن التحسن في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ساهم بشكل كبير في هذا الاتجاه، حيث اتفقت الدولتان على تقليل الرسوم الجمركية مؤقتًا، مما عزز الأصول ذات المخاطر العالية على حساب الملاذات الآمنة.

ارتفاع الدولار وتأثيره على أسعار الذهب

شهد الدولار الأمريكي زخمًا قويًا خلال الأسابيع الأخيرة، وحقق مكاسب أسبوعية للمرة الرابعة على التوالي، هذا الصعود جعل الذهب أقل جاذبية للمستثمرين الدوليين الذين يعتمدون على عملات غير الدولار، وفي المقابل، ساهمت هذه التطورات في انخفاض واضح بأسعار الذهب العالمية، شهد المعدن النفيس ضغطًا إضافيًا بسبب الارتفاع الكبير بعوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما أدى إلى تراجع الاهتمام بالذهب كأصل خالٍ من العائد.

تراجع المعادن النفيسة بالتزامن مع انخفاض الذهب

طال التراجع معظم المعادن النفيسة الأخرى أيضًا، حيث انخفضت أسعار الفضة بنسبة 1.2% لتصل إلى 32.28 دولار للأونصة، في حين خسر البلاتين 0.4% مسجلًا 985.30 دولار، وأما البلاديوم فقد تراجع بنسبة 1% ليبلغ 958.56 دولار، هذه التراجعات تؤكد أن الاتجاه الانخفاضي شمل السوق بأكمله بسبب الارتفاع الملحوظ بالإقبال على الأصول المالية الخطرة على حساب السلع والمخزونات الثابتة نسبياً، مما زاد من الضغوط على السوق.

التوقعات المستقبلية للنمو التجاري وتأثيره على الذهب

مع الإعلان عن اتفاقية مؤقتة لخفض الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة، تحسنت شهية المخاطر عالميًا، مما أثر مباشرةً على أسعار المعدن الأصفر، من المقرر أن تصدر الصين قريبًا مؤشرات اقتصادية رئيسية مثل الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة، بالإضافة إلى قرار بنك الشعب الصيني بشأن سعر الفائدة الأساسي، النتائج المنتظرة قد تؤثر على الأسواق المالية بشكل عام وعلى أسعار الذهب بشكل خاص.

الجدول يوضح الأداء الأخير للمعادن

يُعد الذهب مؤشرًا رئيسيًا على حالة الأسواق الاقتصادية والسياسية العالمية، ومع التفاؤل بشأن النمو والاستقرار المالي، سيبقى الذهب عرضة لتقلبات متأثرة بالظروف الاقتصادية الجديدة وتحركات العملات العالمية.