فضل العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر وأهمية الإكثار من العبادة والطاعات خلالها.

تعد العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك نقطة تحول في حياة المسلم، إذ إنها تشكل فرصة عظيمة لتكثيف الطاعات ومضاعفة الأعمال الصالحة طلبًا للأجر والمغفرة. وتبرز أهميتها بوجود ليلة القدر، التي تعتبر من أعظم ليالي العام بأجرها وفضلها العظيم. في هذه الأيام المباركة، يقتدي المسلمون بسنة النبي محمد ﷺ في الاجتهاد بالعبادات لينالوا رضا الله.

فضل العشر الأواخر من رمضان

العشر الأواخر من رمضان تحمل قدسية خاصة عند المسلمين، حيث يُكثرون من العبادات، من صلاة وقيام الليل، إلى تلاوة القرآن والدعاء بقلب خاشع. كان النبي ﷺ يولي هذه الأيام اهتمامًا خاصًا، معتكفًا في المسجد للذكر والدعاء، وموقظًا أهله ليشاركوه العبادة، مما يؤكد عظمة هذه الأيام. تتسم بنفحات خاصة، حيث تتضاعف فيها الأجور وتُعتق الرقاب من النار. كما أنها تُعتبر فرصة للعودة إلى الله واستدراك ما فات، خاصة مع اقتراب ختام الشهر الفضيل، مما يحفز المسلمين على الاجتهاد.

ليلة القدر: أفضل ليالي العام

ليلة القدر تُعد ذروة العشر الأواخر، حيث يميزها الله بسلام وعطاء غير محدود. يُنزل الله فيها الملائكة لتوزيع الرحمة والمغفرة على عباده. قال الله تعالى: “ليلة القدر خير من ألف شهر”، أي أن عبادة ليلة واحدة تعادل عبادة أكثر من 83 عامًا. تجدر الإشارة إلى أن النبي ﷺ لم يحدد موعدها الدقيق، بل شجع على تحريها في الليالي الوترية من العشر الأواخر، خاصة ليلة السابع والعشرين التي يعتقد بعض العلماء أنها الأقرب لأن تكون ليلة القدر. ومن علاماتها شروق الشمس بلا شعاع واعتدال أجوائها، ما يجعلها ليلة مميزة بكل تفاصيلها.

أعمال مستحبة في العشر الأواخر

تشهد العشر الأواخر من رمضان أنشطة روحية مكثفة، منها قيام الليل، تلاوة القرآن، الإكثار من الدعاء كالدعاء المشهور: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني”، تقديم الصدقات والاعتكاف. يركز المسلمون على طلب المغفرة وترك الذنوب متأملين أن تنالهم البركات. الاجتهاد في هذه الأيام وليلة القدر قد يُغير مصير العام المقبل ويضمن للمؤمن عظيم الأجر.