«صدمة جديدة» الذهب يتجه نحو تراجع قياسي غير مسبوق هذا الأسبوع 2025

تعكس أسعار الذهب تقلبات واضحة في الأسواق العالمية، حيث شهد المعدن النفيس تراجعًا كبيرًا في قيمته نتيجة تغير الطلب عليه كملاذ استثماري آمن وتزامنًا مع استقرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، كما أن تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي المتشددة بخصوص أسعار الفائدة ساهمت في التأثير المباشر على القيمة السوقية للذهب، مما جعل المستثمرين يعيدون تقييم استراتيجياتهم.

تراجع أسعار الذهب وتأثير السوق

هبطت أسعار الذهب بنسبة 1.35% خلال تعاملات اليوم إلى 3195.71 دولار للأونصة مقارنة بالسعر الافتتاحي عند 3240.14 دولار للأونصة، كما سجل المعدن أعلى قيمة عند 3252.18 دولار قبل أن يبدأ في التراجع مجددًا، تأتي هذه الخسائر بعد مكاسب طفيفة سجلتها يوم الخميس بنسبة بلغت 1.95%، إلا أن التأثير المستمر لتوقعات أسعار الفائدة المشددة أدى لانخفاض مستويات الحيازات العالمية من الذهب بشكل ملحوظ، حيث سجلت البيانات انخفاضًا كبيرًا في القيمة الأسبوعية بمقدار 3.95% وهذه النسبة تُعتبر الأكبر منذ نوفمبر 2024.
صندوق SPDR Gold Trust، أحد أكبر الصناديق الاستثمارية المرتبطة بالذهب، أعلن عن تقليص حيازاته بما يعادل 8.89 طن متري ليصل الإجمالي إلى 927.62 طن، وهو أدنى مستوى منذ أبريل، مما يشير بوضوح إلى تراجع ثقة المستثمرين في الاعتماد على الذهب كأداة اقتصادية رئيسية.

تأثير التوترات التجارية والسياسة النقدية

شهدت العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين تطورًا إيجابيًا مع تخفيف سياسات التعريفة الجمركية وتوقيع اتفاقية هدنة تجارية لمدة 90 يومًا بين الطرفين، وقد ساهم ذلك في تقليل مخاوف المستثمرين بالأسواق وساهم بشكل جوهري في انخفاض أسعار الذهب عالميًا، تشير هذه الهُدنة إلى تقليص التداعيات الاقتصادية بين القوى العظمى بما يسمح بزيادة ثقة السوق.
أما على مستوى السياسة النقدية، فقد أظهرت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي ميلاً للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير حتى يونيو المقبل بنسبة 92%، كما انخفضت احتمالية التخفيض لاحقًا، وهو ما ضغط على أسعار الذهب بشدة، من جانب آخر، أظهرت تقارير بورصة لندن تطلع المستثمرين لاحتمالية خفض الفائدة بربع نقطة في أكتوبر، رغم التحديات ذات التأثير المحدود في معدلات التضخم.

نظرة مستقبلية على أسعار الذهب

يرى المحللون الماليون استمرارًا للضغط البيع على المعدن النفيس بفعل التحسن في شهية المخاطرة المتأثر بانحسار الجوانب الجيوسياسية الحرجة، بينما تشير الرؤى الأخرى إلى أن هذا الانخفاض يخلق فرصة للمستثمرين على الأجل الطويل لتنويع محافظ الاستثمار، بحسب النظرة الفنية الحاليّة، تسود مقاومة قوية لأونصة الذهب عند مستوى 3250 دولار، الأمر الذي يعكس عدم وجود دعم قوي لاستقرار الأسعار.
تعد البيانات الاقتصادية المستقبلية عاملاً رئيسيًا في توجيه مسار الأسعار، وقد تؤدي الأنباء الاقتصادية الجديدة إلى تغيير النظرة المستقبليّة، مما يجعل الذهب أحد الخيارات المفضّلة للمستثمرين الساعين لتنويع أصولهم ضمن بيئة استثمارية مترتّبة على تقلبات السوق.