«صدمة جديدة» أسعار الذهب تهبط لأدنى مستوى أسبوعي منذ 6 شهور

تشهد أسعار الذهب انخفاضًا كبيرًا على المستوى العالمي مع وصولها لأدنى مستوياتها منذ ستة أشهر، ويعزى ذلك إلى قوة الدولار الأمريكي التي أضعفت الإقبال على الذهب كملاذ آمن، فضلاً عن الانحسار النسبي للمخاوف التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما جعل الأسواق العالمية تسجل تراجعًا ملحوظًا في أسعار المعدن النفيس.

تراجع أسعار الذهب وتأثير قوة الدولار

سجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 0.6% لتصل إلى 3,221.19 دولارًا للأوقية، كما تراجعت بأكثر من 3% خلال هذا الأسبوع، مما يعكس أداءً ضعيفًا لم تشهده الأسواق منذ بداية العام الحالي، وتأتي هذه التراجعات بالتزامن مع استمرار ارتفاع الدولار بنسبة تقارب 0.2% للأسبوع الرابع على التوالي، وهذا عزز من ارتفاع تكلفة شراء الذهب بالنسبة للمشترين من خارج الولايات المتحدة، مما أضعف جاذبيته كأداة استثمارية.
كذلك تراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.1% لتصل إلى 3,224.40 دولارًا للأوقية، وهو أداء يشير إلى استمرار الضغوط على السوق نتيجة التحسن الملحوظ في العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، مما قلل من المخاوف الاقتصادية وزاد الاعتماد على خيارات استثمار أخرى.

العوامل المؤثرة في انخفاض أسعار الذهب

تأثرت أسعار الذهب العالمية بعدد من العوامل الجوهرية التي ساهمت في تراجع أسعاره بشكل ملحوظ، ولخصت هذه التأثيرات في عدة نقاط، أبرزها:

• قوة الدولار المستمرة التي رفعت تكلفة شراء الذهب، ما أدى إلى إضعاف الطلب العالمي عليه.
• التقدم في المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، خاصة مع الاتفاقات التي شملت تخفيف الرسوم الجمركية.
• الاستقرار النسبي في الأسواق العالمية، الذي دفع المستثمرين للبحث عن أصول بديلة غير الذهب.

كل هذه العوامل اجتمعت لخفض الوقود الأساسي لمعظم الاستثمارات في الذهب، والذي اعتمد لفترة طويلة على اعتباره ملاذًا آمنًا عند الأزمات الاقتصادية.

تراجع المعادن الأخرى بالتوازي مع الذهب

لم يكن الذهب المعدن الثمين الوحيد الذي شهد انخفاضًا خلال هذه الفترة، إذ سجلت المعادن الأخرى مستويات تراجعية متأثرة بالعوامل نفسها، حيث انخفضت الفضة بنسبة 0.7% لتصل إلى 32.44 دولارًا للأوقية، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.3%، مسجلاً 986.35 دولارًا، وفقد البلاديوم 1.2% من قيمته ليبلغ 957.20 دولارًا، وإذا ما ألقينا نظرة شاملة، فإن موجة الانخفاضات لا تقتصر على الذهب وحده بل تشمل جميع المعادن النفيسة.

هذه التراجعات تعكس تغيّر الاتجاه العام للطلب على الأصول الثمينة بشكل عام، نتيجة التحسن الجزئي في الظروف الاقتصادية العالمية، مما دفع المستثمرين للتوجه نحو أسواق وأدوات استثمارية بعيدة عن المعادن النفيسة.