«انخفاض حاد» الذهب يسجل أسوأ أداء أسبوعي منذ 6 أشهر بسبب هدوء التوترات التجارية

تراجعت أسعار الذهب اليوم الجمعة بنسبة كبيرة، مما يجعلها تواجه أسوأ أداء أسبوعي منذ ستة أشهر، حيث تأثرت هذه التراجعات بارتفاع قيمة الدولار وضعف المخاوف العالمية بشأن الحرب التجارية، هذا التغيير يعكس تحوّل السوق نحو توجهات أقل اعتمادًا على الذهب كملاذ آمن.

تأثير ارتفاع الدولار على أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا واضحًا في المعاملات الفورية بنسبة بلغت 0.6% لتصل إلى 3221.19 دولار للأونصة مع بداية صباح اليوم، وفقًا لبيانات البورصة بتوقيت غرينتش، ولم تقتصر هذه التراجعات على السوق الفورية فحسب، بل انخفضت العقود المستقبلية الأمريكية للذهب بنسبة طفيفة وصلت إلى 0.1%، ليبلغ السعر 3224.40 دولار، ارتفعت بذلك قيمة الدولار بنسبة 0.2% منذ بداية الأسبوع، مما أضاف المزيد من الضغط على الذهب المسعر بالدولار الأمريكي، إذ أن زيادة قوة الدولار تجعل الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى.

عوامل الضغط على أسعار الذهب هذا الأسبوع

تصاعدت العوامل التي أسهمت في انخفاض الذهب بشكل حاد هذا الأسبوع، وكان من أبرز هذه العوامل الاتفاق المؤقت بين الولايات المتحدة والصين بخصوص تخفيف الرسوم الجمركية الثنائية، حيث أدى هذا الاتفاق إلى خفض حدة التوترات التجارية بين البلدين وزادة التفاؤل بشأن الاقتصاد العالمي، وقد أفاد إيليا سبيفاك، رئيس قسم إدارة الاقتصاد الكلي في شركة “تيستي لايف”، بأن هذه التطورات ساهمت في تعزيز عمليات البيع واسعة النطاق للذهب مما شكل ضغطًا إضافيًا عليه في الأسواق العالمية.

حالة السوق والتوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

ما زالت الأسواق تلتقط أنفاسها بعد إعلان تهدئة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أدى إلى تقليص المخاوف المتعلقة بالركود الاقتصادي العالمي، ورغم تلك الأجواء الإيجابية، إلا أن الذهب فقد أكثر من 3% من قيمته الإجمالية منذ بداية الأسبوع الحالي، وتعد هذه الخسارة الأكبر على مدار ستة أشهر، ما أثر سلبًا على المستثمرين الذين يعتبرون الذهب أداة حفظ آمنة لرأس المال.

مقارنة مستويات أداء الذهب والعملات

انعكاس الأوضاع التجارية على حركة الذهب

تهدئة الحرب التجارية كان لها أثر مباشر على توجهات المستثمرين، حيث أدى تقليل الرسوم الجمركية المتبادلة بين واشنطن وبكين إلى تقديم دفعة إيجابية للأسواق العالمية ككل، بينما فقد الذهب بريقه كملاذ آمن نتيجة لتلك التغيرات، ومن المتوقع استمرار ضغوطات مماثلة على أسعار المعادن الثمينة إذا ما استمر الدولار في الحفاظ على قوته خلال الأسابيع المقبلة.