«قوة الدولار» الذهب يهبط ويتجه نحو أكبر خسارة أسبوعية منذ 6 أشهر

تراجعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ اليوم نتيجة ارتفاع الدولار وانحسار المخاوف المتعلقة بالصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى تقليص جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن للمستثمرين، يأتي هذا التراجع في ظل عوامل متعددة ساهمت في انخفاض الطلب وارتفاع التكاليف على حاملي العملات الأخرى، كما يشير محللون إلى استمرار تأثيرات هذه التطورات على توقعات السوق العالمية.

أسعار الذهب وأداءه خلال الأسبوع

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% لتسجل 3221.19 دولار للأونصة، متراجعة بما يزيد عن 3% منذ بداية الأسبوع، وهو ما يعكس أسوأ أداء أسبوعي منذ نوفمبر الماضي، كما هبطت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة 0.1% لتقف عند 3224.40 دولار للأونصة، جاءت هذه البيانات بالتزامن مع ارتفاع الدولار بنسبة 0.2% منذ بداية الأسبوع مما عزز من التحديات التي تواجه المعدن النفيس.

تأثير ارتفاع الدولار على أسعار الذهب

أدى ارتفاع الدولار الأمريكي إلى تفاقم الضغوط على أسعار الذهب، إذ ساهمت العملة الأمريكية في زيادة تكلفة شراء الذهب بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، مما أدى إلى تراجع الطلب على المعدن النفيس، وعلى الرغم من هذا التراجع، لا يزال الذهب يحتفظ بجاذبيته النسبية، حيث يرى المحللون استمرار التوجه للاستثمار فيه كأحد الأصول الآمنة حتى في ظل وجود بعض العوامل المناوئة التي تؤثر على الأسواق المالية.

التغيرات السياسية وتأثيرها على سوق الذهب

أسهم انحسار مخاوف الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بتخفيف ضغوط الأسواق، لا سيما بعد إعلان اتفاق أولي بين الطرفين لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة، هذا الوضع هدأ من وتيرة القلق التي كانت شائعة حول دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود، إلا أن ذلك أدى إلى عمليات بيع واسعة في سوق الذهب، مما ساهم في استمرار التراجعات هذا الأسبوع، يشير الخبراء إلى أن السوق قد تواصل التحسن إذا استمرت الجهود السياسية في تحقيق مزيد من الاستقرار.

أسعار المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر التراجع فقط على الذهب، إذ انخفض سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.7% لتصل إلى 32.44 دولار للأونصة، كما تراجع البلاتين بنسبة 0.3% إلى 986.35 دولار، بينما شهد البلاديوم انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 1.2% ليبلغ سعره 957.20 دولار، هذه الانخفاضات مجتمعة تعكس الطبيعة المتغيرة لسوق المعادن وتأثيرات العوامل الاقتصادية والسياسية على الأسعار العالمية.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب

أشار محللون إلى إمكانية ارتفاع أسعار الذهب مستقبلًا بناء على توفر شروط معينة قد تؤدي إلى القفز بسعر الذهب إلى 6000 دولار للأونصة، حسب توقعات بنك جي بي مورغان، وتستلزم هذه التوقعات تحقيق عوامل اقتصادية ومالية داعمة، مثل تزايد الطلب في ظل المخاوف التضخمية أو استمرار الغموض الاقتصادي، ويظل الذهب واحدًا من الأصول التي تحظى باهتمام واسع بين المستثمرين في أوقات التقلبات المالية.