«افتتاح جديد» المتحف المصري بروما هل يشهد اهتمامًا عالميًا

المتحف المصري الكبير يعد واحداً من أهم المشاريع الثقافية العالمية التي تنتظرها الأوساط السياحية والأثرية بفارغ الصبر، وقد نُظم مؤخراً حدث ترويجي في العاصمة الإيطالية روما للتعريف بالمتحف وإبراز أهمية افتتاحه كواحد من أعظم الإنجازات الحضارية، جاء الحدث بتنظيم السفارة المصرية في إيطاليا واستضافة إحدى أبرز المعالم الأثرية الإيطالية، لتسليط الضوء على العلاقة الممتدة بين الحضارتين المصرية والرومانية، ودورها البارز في تقدم الإنسانية عبر التاريخ.

المتحف المصري الكبير الأكبر في العالم

يُعتبر المتحف المصري الكبير تحفة ثقافية ومعمارية، فهو يُعد الأكبر في العالم من حيث المساحة والقاعات المخصصة للعرض، حيث يضم عدداً كبيراً من القطع الأثرية النادرة التي تجسد الحضارة المصرية القديمة، كما تم تصميم المبنى ليكون أيقونة تجمع بين التجديد المعماري وروح التاريخ، وقد وُصف المشروع بأنه بمثابة هدية من مصر إلى العالم، حيث يعبر عن عراقة الثقافة المصرية وثرائها، وقد تم اختيار المدرج الروماني “الكوليسيوم” للترويج لافتتاح هذا المتحف بهدف الدمج بين رمزين حضاريين مهمين من حضارات العالم القديمة.

هذا الإطار التاريخي والتحفة المعمارية يجمعان ما بين الحضارتين الفرعونية والرومانية بشكل يبرز إسهاماتهما في تقدم البشرية، إذ يعكس “الكوليسيوم” البراعة في الفن والعمارة الرومانية، بينما يعبر المتحف المصري الكبير عن العظمة الأسطورية للحضارة الفرعونية، مما يجعل هذا المزج الثقافي حدثاً عالمياً فريداً من نوعه.

حدث ترويجي فريد في روما

شهدت الندوة الترويجية التي أقيمت داخل المدينة الأثرية القديمة في روما وجوداً مميزاً من الشخصيات الإيطالية والمصرية، حيث حضرها مسؤولون ثقافيون وأكاديميون مرموقون يعكسون أهمية هذا الحدث، من بينهم رئيسة المدينة الأثرية الرومانية القديمة، ومدير متحف مدينة تورينو للآثار الفرعونية، إلى جانب شخصيات ثقافية مصرية مثل علي عبد الحليم مدير المتحف المصري بالتحرير، وولاء مصطفى مديرة المتحف اليوناني والروماني بالإسكندرية، كما شاركت الدكتورة مروة فوزي، والدكتورة رانيا يحي، والمستشارة سارة عطية، وهو حضور يُبرز المكانة العالمية التي يتمتع بها المتحف المصري الكبير.

المتحف المصري الكبير بوابة لدمج الثقافات

يهدف المتحف المصري الكبير إلى أن يكون أكثر من مجرد مكان للعرض الأثري، بل بوابة لدمج الثقافات وتعزيز التفاهم بين الشعوب، حيث تم تصميمه ليقدم تجربة متكاملة تشمل القاعات الأساسية للعرض والمباني الملحقة التي تستوعب أعداداً كبيرة من الزائرين، ما يعكس مكانة مصر الثقافية على الساحة الدولية، وقد أصبح هذا المشروع رمزاً للتواصل الثقافي بفضل موقعه وتصميمه ومحتوياته التي لا تُقدر بثمن.

تجدر الإشارة إلى أن اختيار الكوليسيوم ليكون منصة للترويج لهذا الحدث العالمي هو خطوة ذكية تعكس احترام التراث العالمي، وتربط بين الماضي والمستقبل في آن واحد، إذ يمثل الكوليسيوم رمزاً للحضارة الرومانية، في حين يشكل المتحف المصري الكبير أصدق تعبير عن العظمة المصرية القديمة، مما يجعل هذا التعاون الثقافي حدثاً مميزاً يلقى ترحيباً واستحساناً عالمياً.