«تفاؤل عالمي» أسعار النفط تواصل الارتفاع مع تراجع القلق الجيوسياسي

تشهد أسواق النفط العالمية حالة من الاستقرار اليوم مع توقعات مستمرة بتحقيق مكاسب أسبوعية للمرة الثانية على التوالي، ويدعم هذا التفاؤل التطورات الإيجابية في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومع ذلك، تعيق احتمالية عودة الإمدادات الإيرانية بشكل كامل أي ارتفاع كبير في أسعار النفط، حيث سجل خام برنت 64.52 دولارًا للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط 61.64 دولارًا.

تحليل أسعار النفط ومستقبل الإمدادات

يُشير استقرار أسعار النفط إلى وجود عوامل متعددة تدعم هذا المستوى، حيث أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) عدم تعديل توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعامي 2025 و2026، وبالرغم من ذلك، لا تزال التصريحات الخاصة باتفاق نووي جديد مع إيران تؤثر سلبًا على التوقعات؛ إذ تراجعت الأسعار سابقًا بشكل ملحوظ بسبب تلك التطورات، وأوضح محللو بنك “آي.إن.جي” أن رفع العقوبات عن إيران يمكن أن يؤدي إلى زيادة المعروض من النفط بنحو 400 ألف برميل يوميًا، مما يعكس تأثير إيران كلاعب رئيسي في السوق العالمي.

النمو المتوقع في إمدادات النفط العالمي

شهدت التوقعات الخاصة بالإمدادات العالمية زيادة ملحوظة بحسب وكالة الطاقة الدولية، حيث توقعت ارتفاعًا بمقدار 1.6 مليون برميل يوميًا خلال العام، كما أشارت إلى أن المنتجين الرئيسيين كالسعودية والدول الأخرى الأعضاء في تحالف “أوبك+” قاموا بإلغاء جزء من تخفيضات الإنتاج، وعلى الرغم من هذا النمو في الإمدادات، تظل الأنظار موجهة إلى الطلب العالمي الذي من المتوقع أن يسجل ارتفاعًا بنحو 20 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2025، مما يعني أن التوازن بين العرض والطلب قد يزداد تعقيدًا في المستقبل القريب.

تأثير التطورات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

لعب تحسين العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين دورًا إيجابيًا ملحوظًا في دعم أسعار النفط، حيث أن الموافقة على تهدئة النزاعات التجارية لمدة 90 يومًا مع تقليل الرسوم الجمركية بشكل كبير غذّت التفاؤل لدى المستثمرين في سوق النفط، ولا يُعد هذا الأمر مفاجئًا نظرًا لأن الولايات المتحدة والصين تمثلان أكبر اقتصادين في العالم وأكبر مستهلكين للنفط، وبالتالي فإن أي تحرك إيجابي بينهما يكون له انعكاسات قوية على السوق.

مخاوف السوق ومفاجآت الطلب

• إمكانية زيادة الإنتاج الإيراني قد تضيف فائضًا جديدة وبالتالي تشكل تحديًا كبيرًا لمدى قدرة السوق على استيعابه
• تحركات التحالفات الدولية كأوبك وأوبك+ تظل عاملًا مستقلًا في تحديد المسار المستقبلي للسوق
• تأرجح الطلب العالمي مع النمو الاقتصادي والأحداث الجيوسياسية يلعب دورًا أساسيًا في التأثير على الأسعار
• زيادة الإمدادات اليومية بمئات الآلاف من البراميل تجعل الفائض المتوقع لعام 2025 قابلًا للتأثير على قرارات الاستثمار في البنية التحتية للطاقة

رؤية عامة على أسواق النفط

في ظل المتغيرات الحالية التي تشمل التحالفات التجارية والعقوبات الاقتصادية وزيادة الإنتاج، يبدو أن أسواق النفط تحتاج إلى متابعة دقيقة لما يحدث يوميًا على المستوى الدولي، وتتطلب هذه التغيرات من المستثمرين اتخاذ قرارات حذرة مع مراقبة أي تطورات جديدة فيما يتعلق بالإمدادات والطلب في الأسواق العالمية.