«تراجع الذهب» الذهب يسجل أسوأ أداء أسبوعي منذ 6 أشهر بسبب صعود الدولار

شهدت أسعار الذهب انخفاضاً ملحوظاً في التعاملات الأخيرة، ما أثار اهتمام المستثمرين والمتابعين للأسواق المالية، حيث سجل الذهب في المعاملات الفورية انخفاضاً مقارنة بالقيم السابقة، مما أثّر بشكل واضح على اتجاهاته الأسبوعية وأدائه، إلى جانب تراجع أسعار الفضة وبعض المعادن النفيسة الأخرى.

أسعار الذهب في الأسواق العالمية

جاء انخفاض سعر الذهب خلال التعاملات الفورية الجمعة ليسجل 3235.59 دولارًا للأونصة، متراجعاً بنسبة 0.1%، كما شهدت الأسعار انخفاضاً إجمالياً بأكثر من 2% منذ بداية الأسبوع، وهو التراجع الأكبر خلال الستة أشهر الأخيرة، وارتبط هذا الانخفاض بأداء الدولار المتصاعد، الذي صعد بنسبة 0.4% للأسبوع الرابع على التوالي، مما جعل الذهب المقوّم بالدولار أكثر تكلفة للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى.
على جانب آخر، ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.4% لتصل إلى مستوى 3239.20 دولارًا للأونصة، يأتي هذا التفاوت مع تغيرات السوق والتأثيرات الجيوسياسية والاقتصادية، حيث يرتبط تحرك الذهب عادةً بمدى الإقبال عليه كملاذ آمن في ظل تقلبات الأسواق.

ارتباط انخفاض الذهب بالقضايا الاقتصادية

يعزى التراجع في أسعار الذهب إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية، وأهمها ارتفاع مؤشر الدولار بشكل متواصل خلال الفترات الأخيرة، بالإضافة إلى انحسار المخاوف بشأن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث توصل الطرفان إلى اتفاق مبدئي يهدف لتقليل الرسوم الجمركية المتبادلة، هذا الاتفاق ساهم في الحد من التوترات الاقتصادية بين البلدين، مما أدى إلى تقلص الطلب على الأصول الآمنة ومنها الذهب.
تعتبر أسعار الذهب حساسة لأي تحولات سياسية أو اقتصادية عالمية، مثل الاتفاقيات التجارية أو تقلبات سعر صرف العملات، فعندما يتوجه المستثمرون نحو أصول بديلة مدفوعة بالأخبار الإيجابية في السوق، يتراجع الطلب على الذهب، مما يؤثر سلباً على أسعاره.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر التراجع على الذهب، فقد شهدت أسعار الفضة انخفاضاً في المعاملات الفورية لتسجل 32.61 دولارًا للأونصة، بانخفاض بلغت نسبته 0.2%، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.3% ليصل إلى 992.55 دولارًا، في حين سجّل البلاديوم انخفاضاً نسبته 0.7% ليصل إلى مستوى 961.50 دولارًا، تتأثر أسعار هذه المعادن بالطلب والصناعات التي تدخل فيها، فضلاً عن الظروف الاقتصادية العالمية.

يبقى الذهب وعدد من المعادن النفيسة ضمن قائمة الاستثمارات التي يضعها المستثمرون نصب أعينهم لتحليل اتجاهاتها اليومية والأسبوعية، حيث تسهم التغيرات السياسية والاقتصادية بشكل كبير في تحديد معدلات طلبها وتجدد قيمتها.